كتاب زاد المسير - المكتب الإسلامي (اسم الجزء: 5)

والثاني أنهم جميع الخلق علمهم قليل بالإضافة إلى علم الله عز و جل ذكره الماوردي
فان قيل كيف الجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا البقرة 269
فالجواب أن ما أوتيه الناس من العلم وان كان كثيرا فهو بالإضافة الى علم الله قليل
ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا
قوله تعالى ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك قال الزجاج المعنى لو شئنا لمحوناه من القلوب والكتب حتى لا يوجد له أثر ثم لا تجد لك به علينا وكيلا أي لا تجد من يتوكل علينا في رد شيء منه الا رحمة من ربك هذا استنثاء ليس من الأول والمعنى لكن الله رحمك فأثبت ذلك في قلبك وقلوب المؤمنين وقال ابن الأنباري المعنى لكن رحمة من ربك تمنع من أن تسلب القرآن وكان المشركون قد خاطبوا نساءهم من المسلمين في الرجوع الى دين آبائهم فهددهم الله عز و جل بسلب النعمة فكان ظاهر الخطاب للرسول ومعنى التهدد للأمة وقال ابو سليمان ثم لا تجد لك به أي بما نفعله بك من إذهاب ما عندك وكيلا يدفعنا عما نريده بك وروي عن عبدالله ابن مسعود انه قال يسرى على القرآن في ليلة واحدة فيجيء جبريل من جوف الليل فيذهب به من صدورهم ومن بيوتهم فيصبحون لا يقرؤون آية

الصفحة 83