كتاب زاد المسير - المكتب الإسلامي (اسم الجزء: 8)

من بين يدي الرسول ومن خلفه رصدا أي يجعل له حفظة من الملائكة يحفظون الوحي من أن تسترقه الشياطين فتلقيه إلى الكهنة فيتكلون به قبل أن يخبر النبي صلى الله عليه و سلم الناس وقال الزجاج يسلك من بين يدي الملك ومن خلفه رصدا وقيل يسلك من بين يدي الوحي فالرصد من الملائكة يدفعون الشياطين عن أن تستمع ما ينزل من الوحي
قوله تعالى ليعلم فيه خمسة أقوال
أحدها ليعلم محمد صلى الله عليه و سلم أن جبرائيل قد بلغ إليه قاله ابن جبير
والثاني ليعلم محمد صلى الله عليه و سلم أن الرسل قبله قد أبلغوا رسالات ربهم وأن الله قد حفظها فدفع عنها قاله قتادة
والثالث ليعلم مكذبوا الرسل أن الرسل قد أبلغوا رسالات ربهم قاله مجاهد
والرابع ليعلم الله عز و جل ذلك موجودا ظاهرا يجب به الثواب فهو كقوله تعالى ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم آل عمران 142 قاله ابن قتيبة
والخامس ليعلم النبي أن الرسل قد أتته ولم تصل إلى غيره ذكره الزجاج وقرأ رويس عن يعقوب ليعلم بضم الياء على ما لم يسم فاعله وقال ابن قتيبة ويقرأ لتعلم بالتاء يريد لتعلم الجن أن الرسل قد بلغت عن آلههم بما رجوا من استراق السمع وأحاط بما لديهم أي علم الله ما عند الرسل وأحصى كل شيء عددا فلم يفته شيء حتى الذر والخردل

الصفحة 386