كتاب زاد المسير - المكتب الإسلامي (اسم الجزء: 9)

أساطير الأولين الى غير ذلك وكذلك من قال هو أمر النبي صلى الله عليه و سلم فأما من قال إنه البعث والقيامة ففي اختلافهم فيه قولان
أحدهما أنهم اختلفوا فيه لما سمعوا به فمنهم من صدق وآمن ومنهم من كذب وهذا معنى قول قتادة
والثاني أن المسلمين والمشركين اختلفوا فيه فصدق به المسلمون وكذب به المشركون قاله يحيى بن سلام
قوله تعالى كلا قال بعضهم هي ردع وزجر وقال بعضهم هي نفي لاختلافهم والمعنى ليس الأمر على ما قالوا سيعلمون عاقبة تكذيبهم حين ينكشف الأمر ثم كلا سيعلمون وعيد على إثر وعيد وقرأ ابن عامر ستعلمون في الحرفين بالتاء ثم ذكر صنعه ليعرفوا توحيده فقال تعالى ألم نجعل الأرض مهادا أي فراشا وبساطا والجبال أوتادا للأرض لئلا تميد وخلقناكم أزواجا أي أصنافا واضدادا ذكورأ وإناثا سودا وبيضا وحمرا وجعلنا نومكم سباتا قال ابن قتيبة أي راحة لأبدانكم وقد شرحنا هذا في الفرقان 47 وشرحنا هناك قوله تعالى وجعلنا الليل لباسا
قوله تعالى وجعلنا النهار معاشا أي سببا لمعاشكم والمعاش العيش وكل شيء يعاش به فهو معاش والمعنى جعلنا النهار مطلبا للمعاش وقال ابن قتيبة معاشا أي عيشا وهو مصدر وبنينا فوقكم سبعا شدادا قال مقاتل هي السموات غلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام وبين كل سماءين مثل ذلك وهي فوقكم يا بني آدم فاحذروا أن تعصوا فتخر عليكم

الصفحة 5