كتاب زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة (اسم الجزء: 1)
سِلَمَة، عن معاذ مرفوعًا بلفظ: "أخوف ما أخاف عليكم ثلاث: جِدَالُ منافقٍ بالقرآن، وزَلَّةُ عالِمٍ، ودُنْيَا (¬١) تَقْطَعُ أعناقكم".
وقال: "يرويه عمرو بن مُرَّة، عن عبد اللَّه بن سَلِمَة عن معاذ. ورواه الأَعْمَشُ عن عمرو بن مُرَّة مرفوعًا، تفرّد به عنه مَعْمَرُ بن زائدة (¬٢) وكان قائدًا الأَعْمَش عنه. وَوَقَفَهُ شُعْبَة وغيره عن عمرو بن مُرَّة عن ابن سَلِمَة (¬٣) عن معاذ، والموقوف هو الصحيح".
وذكره ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية" (١/ ١٣١ - ١٣٢) عن الدَّارَقُطْنِيّ وذكر قوله الأخير.
ورواه الطبراني في "الأوسط" -كما في "مجمع البحرين" (١/ ٢٤٢) رقم (٢٧١) -، من طريق عبد اللَّه بن صالح، عن الليث، عن يحيى بن سعيد، عن أبي حازم، عن عمرو بن مُرَّة، عن معاذ مرفوعًا بلفظ: "إياكم وثلاثة: زَلَّةُ عَالِمٍ، وجِدَالُ منافقٍ بالقرآن، ودُنْيَا تَقْطَعُ أعناقكم. فأمَّا زلَّة عالم: فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم، وإن زَلَّ فلا تقطعوا عنه آمالكم. وأمَّا جدال منافق بالقرآن: فإنّ للقرآن منارًا كمنار الطريق، فما عرفتم فخذوه، وما أنكرتم فردوه إلى عالمه. وأمَّا دنيا وتقطع أعناقكم: فمن جعل اللَّه في قلبه غنى فهو الغنيُّ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ١٨٧) بعد أن ذكره معزوًا له: "وعمرو بن مُرَّة لم يسمع من معاذ. وعبد اللَّه بن صالح كاتب الليث، وثَّقه عبد الملك بن شعيب بن الليث ويحيى في رواية عنه، وضعَّفه أحمد وجماعة".
---------------
(¬١) في "العلل" للدَّارَقُطْنِيّ: "ودينًا". وفي "العلل" لابن الجَوْزي -وهو يذكره عن الدَّارَقُطْنِيّ-: "ودينار"! ! .
(¬٢) ترجم له العُقْيَلي في "الضعفاء" (٤/ ٢٠٦) وقال: "عن الأعمش ولا يتابع على حديثه".
(¬٣) أقول: (عبد اللَّه بن سَلِمَة المُرَادي): صدوق، لكنه تغيَّر بأَخَرَةٍ. وستأتي ترجمته في حديث (١٤١٦).