كتاب زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة (اسم الجزء: 1)

وقد صرَّح (بقيَّة) بالإِخبار عند ابن عدي في الموضع الأول، والخطيب. لكن لا قيمة لذلك لأنَّه من طريق (الخَبَائِريّ) التالف.
ولفظه عند البزَّار: "إنّ أفضل العِبَادة، انتظار الفرج من اللَّه".
ولفظ القُضَاعي: "أفضل العِبَادة انتظار الفرج".
ولفظ الخطيب: "العِبَادة انتظار الفرج من اللَّه".
قال البزَّار: "إنّما يُعْرَفُ عن غير مالك عن الزَّهْرِيّ، ولم يروه هكذا إلّا بقيَّة، ولعلَّه سمعه من غير ثقة عن مالك، فأسقط الضعيف".
وقال ابن عدي في الموضع الأول: "هذا حديث باطل عن مالك بهذا الإِسناد، لا يُرْوَى عن غير بقيَّة".
وقال في الموضع الثاني: "لا أعلم يرويه عن بقيَّة غير سليمان، وهو منكر من حديث مالك".
وقال ابن الجَوْزي: "هذا حديث لا يثبت". وأعلَّه بـ (سليمان الخَبَائِري)، وقال: "ثم قد اختلف عن (بقيَّة) فرواه نُعَيْم بن حمَّاد -وهو مجروحٌ أيضًا- عن بقيَّة، عن مالك، عن الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا. قال الدَّارَقُطْنِيُّ: ولا يصحُّ هذا عن مالكٍ بوجهه".
وقال الإِمام الخَلِيلي في "الإِرشاد" (١/ ٤٥١ - ٤٥٢): "حديث بقيَّة، عن مالك، عن الزُّهْرِيّ، عن أنس، عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "انتظار الفرج عِبَادة". لم يروه غير بقيَّة، وأسنده ابن سَلَمَة عنه. ورواه أبو حاتم، عن نُعَيْم بن حمَّاد، عن بقيَّة، عن مالك، عن الزُّهْرِيِّ، عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مُرْسَلًا، وهو أشبهه".
أقول: طريق أبي حاتم الرازي، عن نُعَيْم بن حمّاد، عن بقيَّة، عن مالك بن أنس، عن الزُّهْرِيّ مرسلًا، وبلفظ "انتظار الفرج من اللَّه عزَّ وجلَّ عبادة"، رواه

الصفحة 573