كتاب زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة (اسم الجزء: 2)

ووقع لفظه عند أحمد في الموضع الأول: "أمرنا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بيوم عاشوراء أن نصومه وقال: هو يوم كانت اليهود تصومه".
قال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن أبي الزُّبَيْر إلّا ابن لَهِيعة، تفرَّد به معاذ -[يعني ابن فَضَالة]-".
وقال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ١٨٥): "رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، وفيه ابن لَهِيعة وهو حسن الحديث وفيه كلام".
أقول: بل هو ضعيف. قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "الكاشف" (٢/ ١٠٩): "العمل على تضعيف حديثه". وستأتي ترجمته في حديث (١٩٦).
واضطراب الهيثمي في الحكم على (عبد اللَّه بن لَهِيعَة) في كتابه "مجمع الزوائد" معروف لدى أهل الفنِّ. وكمثال على ذلك، فإنَّه يقول في (١/ ٥٤) و (٩/ ١٦٨): "ضعيف". وفي (٤/ ٢٠): "فيه ضعف ولكنه حسن الحديث مع ذلك". وفي (٤/ ١٢٢): "حسن الحديث". وفي (٦/ ٥١): "فيه ضعف وحديثه في حدِّ الحسن". وفي (٦/ ١٢٨): "حديثه حسن إذا توبع عليه". وفي (٩/ ١٦٨): "ليِّن". وفي (١٠/ ٢٠٦): "مُدَلِّسٌ وفيه ضعف وقد وثِّقَ".
والحديث صحيح. وقد ورد من حديث جماعة من الصحابة. انظر: "المصنَّف" لعبد الرزاق (٤/ ٢٨٥ - ٢٩١)، و"المصنَّف" لابن أبي شَيْبَة (٣/ ٥٤ - ٥٨)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (٤/ ٢٨٦ - ٢٨٧)، و"جامع الأصول" (٦/ ٣٠٥ - ٣١٥)، و"مجمع الزوائد" (٣/ ١٨٤ - ١٨٨)، و"الترغيب والترهيب" (٢/ ١١٥ - ١١٦)، و"المطالب العالية" (١/ ٢٩٢ - ٢٩٥)، و"فتح الباري" (٤/ ٢٤٥ - ٢٤٦).
ومن ذلك ما رواه البخاري في الصوم، باب صيام يوم عاشوراء (٤/ ٣٤٤) رقم (٢٠٠٤) -واللفظ له-، ومسلم في الصيام، باب صوم يوم عاشوراء

الصفحة 14