كتاب زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة (اسم الجزء: 2)
يستيقظ إلّا بحَرِّ الشمس. فقال: أيها النّاس إنّ هذه الأرواح عارية في أجساد العباد يقبضها إذا شاء، ويرسلها إذا شاء، فاقضوا حوائجكم على رِسْلِكُمْ. فقضينا حوائجنا على رِسْلِنَا، وتوضأنا وتوضأ النبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فصلَّى ركعتي الفجر قبل الصلاة، ثم صلَّى بنا".
ورواه البزَّار في "مسنده" (١/ ٢٠٠) رقم (٣٩٦) -من كشف الأستار-، عن عمر بن محمد، عن أبيه، عن عُتْبَة بن أبي عمرو، عن الشَّعْبِيّ، عنه، به؛ وقال: "لا نعلمُ رواه عن الشَّعْبِيّ عن أنس إلّا عُتْبَة، ولا حَدَّثَ به إلَّا محمد بن الحسن الأَسَدي".
وقال الهيثمي في "المجمع" (١/ ٣٢٢): "رواه البزَّار وفيه عُتْبَة أبو عمرو، روى عن الشَّعْبِيّ وروى عنه محمد بن الحسن الأَسَدي، ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله رجال الصحيح".
أقول: قد تقدَّم أنَّ (عُتْبَة أبو عمرو) هو (عُتْبَة بن عمرو المُكْتِب)، لم يوثِّقه غير ابن حِبَّان، وقال أبو حاتم: لا أعرفه.
والحديث بنحوه قد ورد من حديث عدد من الصحابة. انظر حديثهم في: "جامع الأصول" (٥/ ١٩٠ - ٢٠٠)، و"مجمع الزوائد" (١/ ٣١٨ - ٣٢٤)، و"نصب الراية" (١/ ٢٨١ - ٢٨٣)، و"فتح الباري" (١/ ٤٤٨ - ٤٤٩) -في كتاب التيمم، باب الصعيد الطيب وضوء المسلم. . . -.
ومن ذلك ما رواه البخاري في مواقيت الصلاة، باب الأذان بعد ذهاب الوقت (٢/ ٦٦ - ٦٧) رقم (٥٩٥) -واللفظ له-، ومسلم في المساجد، باب قضاء الصلاة الفائتة. . . (١/ ٤٧٢ - ٤٧٤) رقم (٦٨١)، وغيرهما، عن أبي قَتَادة قال: "سِرْنَا مع النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ليلة، فقال بعض القوم: لو
الصفحة 24
582