كتاب زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة (اسم الجزء: 2)

أهل الصوم والصَّلاة والزكاة والحَجِّ، حتى ذكر سِهَامَ الخير، فما يُجْزَى يوم القيامة، إلّا بِقَدْرِ عَقْلِهِ". قال أبي: سمعت ابن أبي الثَّلْج يقول: ذكرت هذا الحديث ليحيى بن مَعِين فقال: هذا حديث باطل، إنّما رواه موسى بن أَعْيَن، عن صاحبه عبيد اللَّه بن عمرو، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فَرْوَة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فرفع إسحاق من الوسط، فقيل موسى عن عبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر. قال أبي: وكان موسى وعبيد اللَّه بن عمرو صاحبين يكتب بعضهما عن بعض، وهو حديث باطل في الأصل. قيل لأبي (¬١): ما كان منصور هذا. قال: ليس بقوي، كان جُنْدِيًّا وفي حديثه اضطراب. . . حدَّثنا ابن أبي الثَّلْج قال: كنَّا نذكر هذا الحديث ليحيى بن مَعِين سنتين أو ثلاثة فيقول: هو باطل. ولا يدفعه بشيء، حتى قدم علينا زكريا بن عدي فحدَّثنا بهذا الحديث عن عبيد اللَّه بن عمرو عن إسحاق بن أبي فَرْوَة. فأتيناه فأخبرناه، فقال: هذا بابن أبي فَرْوَة أشبه منه بعبيد اللَّه بن عمرو".
أقول: (منصور بن صُقَيْر -ويقال: ابن سُقَيْر- الجَزَرِيّ البغدادي أبو النَّضْر) قد ترجم له في:
١ - "الضعفاء" للعُقَيْلي (٤/ ١٩٢) وقال: "في حديثه بعض الوَهَم".
٢ - "الجرح والتعديل" (٨/ ١٧٢) وفيه عن أبي حاتم: "ليس بقوي، كان جُنْدِيًّا وفي حديثه اضطراب".
٣ - "المجروحين" (٣/ ٣٩ - ٤٠) وقال: "يروي عن موسى بن أَعْيَن وعبيد اللَّه بن عمرو المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
---------------
(¬١) حُرِّف في المطبوع إلى "قيل لأبي بكر"، والتصويب من "الجرح والتعديل" (٨/ ١٧٢)، و"التهذيب" (١٠/ ٣١٠).

الصفحة 34