كتاب زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة (اسم الجزء: 2)
عمر مرفوعًا بلفظ: "إذا كان يوم القيامة شَفَعْتُ لأَبِي وأُمِّي وعَمِّي أبي طالب وأخٍ لي في الجاهلية".
قال تمَّام الرَّازي: "الوليد بن سَلَمَة منكر الحديث".
أقول: بل هو كذَّاب. كذَّبه دُحَيْم والحاكم وابن مُسْهِر وابن حِبَّان. وستأتي ترجمته في حديث (١٩٤)، ولذا قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (١/ ٣٢٢) بعد ذكره لحديث ابن عمر هذا وقول تمَّام في الوليد: "بل كذَّابٌ كما قال غير واحد من الحُفَّاظ، وأظن هذا من أباطيله، مع أنَّه لو ثَبَتَ، حُمِلَ على الشفاعة في تخفيف العذاب كما صحَّ في أبي طالب (¬١) واللَّه أعلم".
وحديث ابن عبَّاس ذكره الشَّوْكَانِيُّ في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص ٣٢٣، وعزاه للخطيب ناقلًا قوله ببطلانه.
* * *
٣٢٦ - حدَّثنا محمد بن فارس الغُوْرِيّ -إملاءً في شوال من سنة ثمان وأربعمائة-، حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن محمد المِصريّ، حدَّثنا محمد بن عمرو بن نافع أبو جعفر المُعَدَّل، حدَّثنا عبد اللَّه بن صالح قال: حدَّثني نافع بن يزيد، عن زُهْرَة بن مَعْبَد، عن سعيد بن المسيَّب،
عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "إنَّ اللَّه اختار أصحابي على العالَمِين سوى النبيين والمُرْسَلين، واختار من أصحابي أربعة: أبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا فجعلهم خير أصحابي، وفي أصحابي كلّهم خير، واختار أُمَّتي على سائر الأمم".
---------------
(¬١) يشير ابن عَرَّاق إلى الحديث الذي رواه مسلم في الإيمان، باب أهون أهل النَّار عذابًا (١/ ١٩٦) رقم (٣٦٢) عن ابن عبَّاس مرفوعًا: "أهون أهل النَّارِ عذابًا أبو طالبٍ، وهو مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ يَغْلي منهما دِمَاغُهُ".