كتاب زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة (اسم الجزء: 2)

قوله: "المتَفَرِّسِين" على أنَّه من المرفوع من الحديث متصلًا بما قبله، فالبخاري في "تاريخه" (٧/ ٣٥٤) لم يذكر هذه اللفظة أصلًا.
والتِّرْمِذِيّ إنما قال في "سننه" (٨/ ٥٥٦) بشرح "تحفة الأَحْوَذي" بعد ذكره لحديث: "اتَّقُوا فِرَاسَةَ المؤمن. . . ": "وقد رُوي عن بعض أهل العِلْمِ في تفسير هذه الآية: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} قال: للمُتَفَرِّسِينَ".
وكذلك ابن جرير الطبري في "تفسيره" (١٤/ ٣١ - ٣٢) فإنه لم يذكر ذلك مرفوعًا إلى النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم.
والخطيب كما تقدَّم إنما رواه مرفوعًا منفصلًا عن الحديث الذي قبله.
غريب الحديث:
قوله: "للمُتَفَرِّسين" الفِرَاسَةُ بالكسر: اسمٌ من التَّفَرُّس. قال ابن الأثير في "النهاية" (٣/ ٤٢٨) عند تفسيره لقوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "اتَّقُوا فِرَاسَةَ المؤمن. . . ". "يقال بمعنيين؛ أحدهما: ما دلَّ ظاهر هذا الحديث عليه، وهو ما يوقعه اللَّه تعالى في قلوب أوليائه، فيعلمون أحوال بعض النَّاس بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحَدْس. والثاني: نوع يُتَعَلَّمُ بالدلائل والتجارب والخَلْق والأخلاق، فَتُعْرَفُ به أحوال النَّاس. وللنَّاس فيه تصانيف قديمة وحديثة".
وانظر: "فيض القدير" للمُنَاوي (١/ ١٤٢ - ١٤٤) في تفسير الحديث مطوَّلًا.
* * *

٣٣٩ - حدَّثنا عبيد اللَّه بن أبي الفتح، وعليّ بن أبي عليّ، قالا: حدَّثنا محمد بن المُظَفَّر الحافظ، حدَّثنا عبد اللَّه بن جعفر الثَّعْلَبي -قال عليّ: أبو القاسم. ثم اتفقا، قالا: - حدَّثنا محمد بن منصور الطُّوسِيّ، حدَّثنا محمد بن كثير الكوفي، حدَّثنا الأَعْمَش، عن عدي بن ثابت، عن زِرّ، عن عبد اللَّه،

الصفحة 493