كتاب زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة (اسم الجزء: 3)

أبي إسرائيل، حدَّثنا حجَّاج بن محمد، عن هشام بن زياد، عن الحسن قال: سمعت أبا هريرة رضي اللَّه عنه يقول: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورًا له، ومن قرأ حم التي يذكر فيها الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفورًا له".
قال الإِمام ابن كثير في تفسيره" (٣/ ٥٧٠) بعد أن ذكره: "إسناده جيِّد"! !
ولا ينقضي عجبي من حُكْم ابن كثير هذا، حيث إنَّ في إسناد أبي يعلى (هشام بن زياد بن أبي يزيد القُرَشي أبو المِقْدَام)، وقد ترجم له ابن حَجَر في "التهذيب" (١١/ ٣٨ - ٣٩) وذكر عن أبي زُرْعَة قوله فيه: "ضعيف الحديث". وعن ابن مَعِين: "ليس بثقة". ومَرَّةً: "ضعيف ليس بشيء". وعن البخاري: "يتكلَّمون فيه". وعن أبي داود: "غير ثقة". وعن التِّرْمِذِيّ: "يُضَعَّفُ". وعن النَّسَائي وعليّ بن الجُنَيْد والأَزْديّ: "متروك الحديث". وقال النَّسَائي مرَّةً: "ضعيف". ومرَّةً: "ليس بثقة". ومرَّةً: "ليس بشيء". وعن أبي حاتم الرَّازي: "ضعيف الحديث ليس بالقوي. . . وعنده عن الحسن أحاديث منكرة". وعن ابن حِبَّان: "يروي الموضوعات عن الثقات لا يجوز الاحتجاج به". وعن الدَّارَقُطْنِيّ: "ضعيف، وتَرَكَ ابن المبارك حديثه". وعن ابن سعد: "كان ضعيفًا في الحديث". وعن ابن خُزَيْمة: "لا يحتج بحديثه". وعن العِجْلِيّ: "ضعيف". وعن يعقوب بن سفيان الفَسَوي: "ضعيف لا يُفْرَحُ بحديثه".
هذه مجموع الأقوال التي ذكرها ابن حَجَر في ترجمته، ليس فيها قولٌ واحدٌ بتوثيقه. وقد قال عنه في "التقريب" (٢/ ٣١٨): "متروك، من السادسة"/ ت ق.
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات" (١/ ٢٤٧) من طريق محمد بن زكريا، عن عثمان بن الهيثم، عن هشام، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ حديث. أبي يعلى. وقال: هذا الحديث من جميع طرقه باطل لا أصل له". وأعلَّه بـ (محمد بن زكريا)، وقال نقلًا عن الدَّارَقُطْنِيّ: "يضع الحديث". ثم قال ابن الجَوْزي: هذا الحديث قد روي مرفوعًا وموقوفًا وليس فيها شيء يثبت".

الصفحة 34