كتاب زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة (اسم الجزء: 3)

أبي الأَزْهَر البُوسَنْجِي، حدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدَّثنا حجَّاج بن محمد، عن ابن جُرَيْج، عن مجاهد،
عن ابن عبَّاس قال: بينا نحن بِفِنَاءِ الكَعْبَةِ ورسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يحدِّثنا، إذ خرج علينا ممَّا يلي الرُّكن اليَمَاني شيء عظيم كأعظم ما يكون مِنَ الفِيَلة. قال: فَتَفَلَ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وقال: "لُعِنْتَ" -أو قال: خُزِيت. شَكَّ إسحاق-. قال فقال عليّ بن أبي طالب: ما هذا يا رسول اللَّه؟ قال: "أو ما تعرفه يا عليّ"؟ قال: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "هذا إبليس". فوثب إليه فقبض على ناصيته وجذبه، فأزاله عن موضعه. وقال: يا رسول اللَّه، أقتله؟ قال: "أَوَمَا علمت أنَّه قد أُجِّلَ إلى الوقت المعلوم". قال: فتركه من يده، فوقف ناحية ثم قال: ما لي ولك يا ابن أبي طالب! واللَّهُ ما أَبْغَضَكَ أحد إلَّا وقد شاركت أباه فيه، اقرأ ما قاله اللَّه تعالى: {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} [سورة الإسراء: الآية ٦٤].
قال ابن عبَّاس: ثم حدَّثنا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فقال: "لقد عرض لي في الصَّلاة، فأخذتُ بحلقه فخنقته، فإنِّي لأجد بَرْد لسانه على ظهر كفِّي، ولولا دعوة أخي سليمان لأريتكموه مربوطًا بالسَّارية تنظرون إليه".
(٣/ ٢٨٩) في ترجمة (محمد بن مَزْيَد بن محمود الخُزَاعِي أبو بكر، المعروف بابن أبي الأَزْهَر).
مرتبة الحديث:
الخبر الأوَّل والمتعلِّق بقصَّة عليٍّ رضي اللَّه عنه مع إبليس لعنه اللَّه: موضوع.
أمَّا خبر ابن عبَّاس الثاني: "لقد عرض لي في الصلاة. . . "، فإنَّه لا يصحُّ من هذا الطريق، وهو ثابت من طرق أخرى.
ففيه صاحب الترجمة (محمد بن مَزْيَد الخُزَاعِي ابن أبي الأَزْهَر) وهو كذَّاب. وتقدَّمت ترجمته في الحديث السابق (٣٧٥).
قال الحافظ الخطيب عقبه: (إسناد هذا الحديث حسن، ورجاله كلُّهم ثقات

الصفحة 59