كتاب زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة (اسم الجزء: 5)
ورواه أحمد في "المسند" (٣/ ١١٢) عن يحيى بن سعيد، عن شُعْبَة، عن قَتَادَة، عن أنس مرفوعًا بلفظ "أُحُد" دون شكٍّ أيضًا.
ورواه النَّسَائي في "فضائل الصحابة" ص ٧١ رقم (٣٢) من طريق يزيد ويحيى معًا، عن سعيد، به، دون شكِّ أيضًا.
ورواه أبو يعلى في "مسنده" (٥/ ٢٨٩ - ٢٩٠) رقم (٢٩١٠)، من طريق خالد بن الحارث، عن سعيد، به، دون شكِّ أيضًا.
قال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري" (٧/ ٣٨): "وقع في رواية لمسلم ولأبي يعلى من وجه آخر عن سعيد: "حراء"، والأول أصحّ -يعني "أحد"-، ولولا اتحاد المخرج لجوزت تعدد القِصَّة. ثم ظهر لي أن الاختلاف فيه من سعيد، فإني وجدته في "مسند الحارث بن أبي أسامة" عن رَوْح بن عُبَادة، عن سعيد، فقيل فيه: أُحُد أو حِرَاء" بالشكِّ. وقد أخرجه أحمد من حديث بُرَيْدة بلفظ "حِرَاء" وإسناده صحيح. وأخرجه أبو يعلى من حديث سهل بن سعد بلفظ "أحد" وإسناده صحيح فقوي احتمال تعدد القِصَّة".
أقول: رواية مسلم هذه التي أشار إليها الحافظ ابن حَجَر، لم أقف عليها. والذي يظهر لي، أنَّ رواية من رواه عن (سعيد بن أبي عَرُوبة) بلفظ "أُحُد" أولى، فإنَّ الاختلاف فيه من سعيد كما قال الحافظ رحمه اللَّه.
وسعيد قد اختلط في أَخَرَةٍ كما في ترجمته من "التهذيب" (٤/ ٦٣ - ٦٦)، وممن روى عنه قبل اختلاطه (يزيد بن زُرَيْع)، وهو من أثبت النَّاس فيه، ففي ترجمته من "التهذيب" (١١/ ٣٢٦): "قال إبراهيم بن عَرْعَرْة: لم يكن أحد أثبت من يزيد بن زُرَيْع. وقال أبو بكر الأَسَدِي عن أحمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة. . . وقال أبو طالب عن أحمد: ما أتقنه وما أحفظه يا لك من صحة حديث صدوق متقن، وكلُّ شيء رواه يزيد بن زُرَيْع عن سعيد بن أبي عَرُوبة فلا تبال أن لا تسمعه من أحد، سماعه منه قديم".
الصفحة 7
596