كتاب زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة (اسم الجزء: 7)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
١٣٦٨ - أخبرنا أبو نُعَيْم الحافظ، حدَّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدَّثنا أحمد بن داود المكِّي، حدَّثنا قيس بن حفص الدَّارِمي، حدَّثنا مَسْلَمَة بن عَلْقَمَة المَازِني، حدَّثنا داود بن أبي هِنْد، عن سِمَاك بن حَرْب،
عن سَلَامة العِجْلي قال: جاء ابن أختٍ لي من البادية يقال له قُدامة، فقال لي ابن أختي: أُحِبُّ أنِّي ألقى سلمان الفارسي فَأُسَلِّم عليه، فخرجنا إليه فوجدناه بالمَدائن وهو يومئذٍ على عشرين ألفًا، ووجدناه على سرير يَسُفُّ خُوصًا، فسلَّمنا عليه. قلتُ يا أبا عبد اللَّه هذا ابن أختٍ لي قدم عليّ من البادية فَأَحَبَّ أن يُسلِّم عليك، قال: عليه السَّلام ورحمة اللَّه. قلت يزعم أنه يحبُّك، قال أحبَّه اللَّه. قال فتحدَّثنا وقلنا له: يا أبا عبد اللَّه ألا تُحدِّثنا عن أصلك، وممن أنت؟ قال: أمَّا أصلي وممن أنا، فأنا من أهل رَامَهُرْمُزْ: كنَّا قومًا مجوسًا، فأتانا رجل نصرانيٌّ من أهل الجزيرة كانت أُمُّه منَّا، فنزل فينا واتخذ فينا دَيْرًا، وكنت في كُتَّاب الفارسية، وكان لا يزال غلام معي في الكُتَّاب يجيء مضروبًا يبكي قد ضربه أبواه، فقلت له يومًا ما يُبكيك؟ قال يضربني أَبواي، قلت: ولم يضربانك؟ قال: آتي صاحب هذا الدَّيْر، فإذا عَلِمَا ذاك ضرباني، وأنت لو أتَيته سمعتَ منه حديثًا عجبًا. قلتُ: فاذهب بي معك. فأتيناه، فحدَّثنا عن بدء الخلق، وعن بدء خلق السماء والأرض، وعن الجنَّة والنَّار. قال: فكنت أختلف إليه معه، ففطن لنا غِلْمان من الكُتَّاب فجعلوا يجيئون معنا، فلما رأى ذلك أهل القرية أتوه فقالوا له: يا هناة! إنَّك قد جاورتنا
الصفحة 5
619