كتاب زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة (اسم الجزء: 8)

قال فَكَتَبَ إليه عمر، أنَّه بلغني أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: "العَجْمَاءُ جُبَارٌ، أَلَّا وإنَّ الجُبَارَ لا غُرْمَ فيه".
(١١/ ١٨٣) في ترجمة (عمر بن ميمون بن الرَّمَّاح أبو عليّ).
مرتبة الحديث:
مرسل، ورجال إسناده حديثهم حسن. والمرفوع منه صحيح من طرق أخرى.
التخريج:
رواه عبد الرزاق في "مصنَّفه" (١٠/ ٦٦) رقم (١٨٣٧٥) عن ابن جُرَيْج قال: أخبرني عبد العزيز بن عمر، عن كتاب لعمر بن عبد العزيز فيه: بلغنا أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال في رجلين رَمَضَ أَحَدَهُمَا مَعْدِنٌ (¬١) وقتلت الآخرَ بهيمةٌ، قال: "ما قَتَلَ المَعْدِنُ جُبَارٌ، وما قَتَلَ العَجْمَاءُ جُبَارٌ".
ورواه ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه" (٩/ ٣٩٧ - ٣٩٨)، وعنه ابن حزم في "المُحَلَّى" (١١/ ١٩ - ٢٠)، عن وكيع، عن عبد العزيز بن حصين، عن يحيى بن يحيى الغَسَّاني قال: أَحْرَقَ رجلٌ تِبْنًا في فراح (¬٢) له، فخرجت شرارة من نار حتى أحرقت شيئًا لجاره، قال: فكتبُ فيه إلى عمر بن عبد العزيز، فكتب إليَّ أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: "العَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ". ورأى أنَّ النَّار جُبَارٌ.
وللحديث شواهد عدَّة انظرها في: "جامع الأصول" (٤/ ٦٢٠)، و"مجمع الزوائد" (٣/ ٧٨)، و"نصب الراية" (٤/ ٣٨٧ - ٣٨٨)، و"السنن" للدَّارَقُطْنِيّ (٣/ ١٤٩ - ١٥٤).
---------------
(¬١) قال في "النهاية" (٢/ ٢٦٤): "الرَّمِيضُ: الحديد الماضي -أي القاطع-، فعيل بمعنى مفعول، من رَمَضَ السِّكِّينَ يَرْمُضُه إذا دَقَّه بين حَجَريْنِ لِيَرِقَّ". ومعناه واللَّه أعلم: أنَّ أحد الرجلين قد أصابه شيء ثقيل من مَعْدِنٍ، من غير وجود متسبِّب بذلك، فدقَّه دقًّا شديدًا، فحكم النبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بأنَّ دمه هدر لا دية له.
(¬٢) هكذا في "المصنَّف" و"المُحَلَّى". ولم أقف على معناه فيما رجعت إليه.

الصفحة 10