كتاب زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة (اسم الجزء: 8)

وللحديث شواهد عدَّة انظرها في: "الترغيب والترهيب" (٣/ ٢٥٣ - ٢٥٧)، و"المقاصد الحسنة" ص ٤٧٠، و"حِلْيَة الأولياء" (٣/ ٣٠٧ - ٣٠٩)، و"مساوئ الأخلاق" للخرائطي ص ١١٥ - ١١٧ و ١٢٩، و"مُشْكِل الآثار" (١/ ٣٩٣ - ٣٩٥)، و"مجمع الزوائد" (٦/ ٢٥٧)، و"اللآلئ المصنوعة" (٢/ ٢٨٥ - ٢٩١).
ومن هذه الشواهد، ما رواه الطَّحَاوي في "مُشْكِل الآثار" (١/ ٣٩٥) عن أبي أُمَيَّة، حدَّثنا محمد بن سَابِق، حدَّثنا أبو إسرائيل، عن منصور، عن أبي الحجَّاج، عن مولى أبي قَتَادَة، عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ: عَاقٌّ لوالديهِ، ولا مَنَّانٌ، ولا وَلَدُ زَنْيَةٍ، ولا مُدْمِنُ خَمْرٍ".
ورجال إسناده حديثهم حسن، عدا (مولى أبي قَتَادَة) فإني لم أعرفه؛ وعدا (أبي إسرائيل إسماعيل بن خليفة المُلائي)، فإنه ضعيف. وستأتي ترجمته في حديث (١٨٩١).
و(أبو أُمَيَّة) هو (الطَّرَسُوسيّ محمد بن إبراهيم): صدوق. وتقدَّمت ترجمته في حديث (١١٣).
و(أبو الحجَّاج) هو (مجاهد بن جَبْر): إمام تابعي ثقة. وتقدمت ترجمته في حديث (٣٩٩).
والخلاصة أن الحديث دون قوله: "ولا ولد زَنْيَةٍ" صحيح من أوجه أخرى كما سبق بيانه في حديث (١٤٥٣)؛ أمَّا الجملة هذه، فإنَّها تحسن بمجموع الشواهد، واللَّه تعالى أعلم.
مُشْكِلُ الحديث:
قوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ وَلَدُ زَنْيَةٍ"، ظاهره معارض لقوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [سورة الإسراء: آية ١٥]. وقد أجاب العلماء

الصفحة 19