كتاب القول الفصل في العمل بالحديث المرسل

يذكره. قال القرافي في (شرح التنقيح) : "إنه ما سكت عنه (الراوي) إلا وقد جزم بعدالته، فسكوته كإخباره بعدالته"1.
3- أرسل الحديث: لم يقيده2 وكأن الراوي لم يقيد روايته باتصال الإسناد فأسقط ذكر الصحابي الذي تحمله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
4- مرسال: يقال: ناقة مرسال أي سريعة السير3؛ فكأن المرسل أسرع فيه عَجِلاً فحذف بعض إسناده.
5- أرسالاً: جاء القوم أرسالا أي قطعاً متفرقين4, قال ابن سيده: الرَّسَل بفتح الراء والسين: القطيع من كل شئ والجمع أرسال، وجاءوا رسلة أي جماعة، فكأنه تصور من هذا اللفظ الاقتطاع، فقيل للحديث الذي قطع إسناده وبقي غير متصل: مرسل، أي كل طائفة منهم لم تلق الأخرى ولا لحقتها5.
هذا ما يتعلق بهذا اللفظ من حيث اللغة، وأما من ناحية الاصطلاح فلتعريف الحديث المرسل ومعرفة حده ينبغي علينا التمييز بينه وبين المنقطع والمعضل. أما المنقطع فقد ذهب الفقهاء والخطيب وابن عبد البر وغيرهم من المحدثين أن المنقطع ما لم يتصل إسناده على أي وجه كان انقطاعه، وأكثر ما يستعمل في رواية منْ دون التابعي عن الصحابي. وقيل: هو ما اختل منه رجل قبل التابعي محذوفاً كان أو مبهماً6. والمعضل- وهو بفتح الضاد- يقولون: (أعضله معضل) وهو ما سقط من إسناده اثنان فأكثر7.
لقد عَرَّف الحاكم الحديث المرسل فقال: "إنّ مشايخ الحديث لم يختلفوا في أنَّ الحديث المرسل: هو الذي يرويه المحدث بأسانيد متصلة إلى التابعي، فيقول التابعي: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم-8. وهكذا عبر ابن الصلاح تبعاً للحاكم.
__________
1 القرافي: شرح التنقيح. ص164.
2 أحمد بن فارس بن زكريا: معجم مقاييس اللغة. ج 1 ص 393.
3 الشيخ أحمد رضا: معجم متن اللغة ج اص 393.
4 السخاوى: فتح المغيث شرح ألفية الحديث للقراقى. ص128.
5 العلائي: جامع التحصيل في أحكام المراسيل. ص 14.
6 السيوطى: تدريب الراوي. ج اص 207.
7 نفس المصدر. ص 211.
8 الحاكم: معرفة علوم الحديث ص25.

الصفحة 32