كتاب الحماسة البصرية (اسم الجزء: 2)

206 - وَقَالَ عبد الله بن الدمينة
(خليلى هَل من حِيلَة تعلمانها ... تسكن وجدا أَو تكفكف مدمعا)

(وَهل سلوة تسلى الْمُحب من الْهوى ... وتترك مِنْهُ ساحة الصَّبْر بلقعا)

(فَقَالَا نعم طى الفيافى ونشرها ... إِذا اجتذبا حَبل الغرام تقطعا)

(وَلَيْسَ كَمثل الْيَأْس يدْفع صبوة ... وَلَا كفؤاد الصب صَادف مطمعا)

(إِذا الْقلب لم يطْمع سلا عَن حَبِيبه ... وَلَو كَانَ من مَاء الصبابة مترعا)

(فجريت مَا قَالُوا فَلم ألق رَاحَة ... فأيقنت أَن الْقرب مَا زَالَ أنفعا)

(وَقد زعما أَن الْهوى يذهب الْهوى ... وَمَا صدقا فى القَوْل حِين تنوعا)

(وَلَيْسَ شِفَاء الصب إِلَّا حَبِيبه ... وَإِن لم يصل كَانَ التجاور أنفعا)

(تجاريب من قاسى الْهوى فى شبابه ... وَلم يسل عَنهُ أشيب الرَّأْس أنزعا)
207 - وَقَالَ أَبُو دهبل الجمحى وتروى لقيس بن معَاذ
(أأترك ليلى لَيْسَ بينى وَبَينهَا ... سوى لَيْلَة إنى إِذا لصبور)

(عَفا الله عَن ليلى الْغَدَاة فِانها ... إِذا وليت أمرا على تجور)

(هبونى امْرأ مِنْكُم أضلّ بعيره ... لَهُ ذمَّة إِن الذمام كَبِير)

(وللصاحب المنزول أعظم حرمةٍ ... على صَاحب من أَن يضل بعير)

الصفحة 171