كتاب تفسير الثعالبي - مؤسسة الأعلمي (اسم الجزء: 2)
المعلومات ومعلومات الله عز و جل لا تتناهى والبحر متناه ضرورة وذكر الغزالي في آخر المنهاج أن المفسرين يقولون في قوله تعالى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي أن هذه هي الكلمات التي يقول الله عز و جل لأهل الجنة في الجنة باللطف والإكرام مما لا تكيفه الأوهام ولا يحيط به علم مخلوق وحق أن يكون ذلك كذلك وهو عطاء العزيز العليم على مقتضى الفضل العظيم والجود الكريم إلا لمثل هذا فليعمل العاملون انتهى
وقوله مددا أي زيادة ت وكذا فسره الهروي ولفظه وقوله تعالى ولو جئنا يمثله مددا أي زيادة انتهى
وقوله تعالى قل إنما أنا بشر مثلكم أي أنا بشر ينتهي علمي إلى حيث يوحى إلي ومهم ما يوحى إلى إنما إلهكم اله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا وباقي الآية بين في الشرك بالله تعالى وقال ابن جبير في تفسيرها لا يراءى في عمله وقد ورد حديث أنها نزلت في الرياء ت وروى ابن المبارك في رقائقه قال أخبرنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أنه كان يصف أمر الرياء فيقول ما كان من نفسك فرضيته نفسك لها فإنه من نفسك فعاتبها وما كان من نفسك فكرهته نفسك لها فإنه من الشيطان فتعوذ بالله منه وكان أبو حازم يقول ذلك واسند ابن المبارك عن عبد الرحمن بن أبي أمية قال كل ما كرهه العبد فليس منه انتهى وخرج الترمذي عن أبي سعيد ابن أبي فضالة الأنصاري وكان من الصحابة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا جمع الله الناس يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله فإن اله أغنى الشركاء عن الشرك قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب انتهى وقد خرج مسلم معناه ت ومما جربته وصح من خواص هذه السورة أن من أراد أن يستيقظ أي وقت شاء من الليل فليقرأ عند نومه قوله سبحانه أفحسب الذين كفروا أن
الصفحة 399
400