كتاب بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام (اسم الجزء: 2)

وَقد يعرض فِي سَماع سُلَيْمَان بن يسَار من أبي رَافع شكّ لمن يقف على كَلَام أبي عمر بن عبد الْبر.

(573) فَإِنَّهُ لما ذكر حَدِيث مَالك، عَن ربيعَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن سُلَيْمَان بن يسَار، " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعث أَبَا رَافع مَوْلَاهُ ورجلا من الْأَنْصَار، فزوجاه مَيْمُونَة بنت الْحَارِث، وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالْمَدِينَةِ قبل أَن يخرج ".
قَالَ: إِن مَطَرا الْوراق، رَوَاهُ عَن ربيعَة، عَن سُلَيْمَان بن يسَار، عَن أبي رَافع، قَالَ: وَذَلِكَ عِنْدِي غلط من مطر، لِأَن سُلَيْمَان بن يسَار، ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ، وَقيل: سنة سبع وَعشْرين، وَمَات أَبُو رَافع / بِالْمَدِينَةِ إِثْر قتل عُثْمَان - رَضِي الله عَنهُ - وَكَانَ قَتله فِي ذِي الْحجَّة، سنة خمس وَثَلَاثِينَ، فَغير مُمكن سَمَاعه مِنْهُ، وممكن أَن يسمع من مَيْمُونَة، لِأَنَّهُ توفيت سنة سِتّ وَسِتِّينَ بسرف، وَهِي مولاته ومولاة إخْوَته، أعتقتهم وولاؤهم لَهَا، ويستحيل أَن يخفى عَلَيْهِ أمرهَا.
وَقد ذكر أَبُو مُحَمَّد فِي النِّكَاح - من طَرِيق النَّسَائِيّ - حَدِيث سُلَيْمَان بن يسَار هَذَا عَن أبي رَافع، فِي زواج مَيْمُونَة.
وَهُوَ عِنْد النَّسَائِيّ من رِوَايَة مطر كَذَلِك، وَسكت عَنهُ، وَلم يعرض مِنْهُ لانْقِطَاع إِسْنَاد وَلَا لضعف مطر.
وَذكره التِّرْمِذِيّ أَيْضا بِإِسْنَاد النَّسَائِيّ سَوَاء، يرويانه جَمِيعًا عَن قُتَيْبَة، عَن

الصفحة 561