كتاب بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام (اسم الجزء: 2)

وَالنَّسَائِيّ إِنَّمَا قَالَ فِيهِ: إِنَّه لم يسمع من جَابر هَذَا الحَدِيث، وَذَلِكَ أَنه اعْتقد فِيهِ أَنه رجل آخر.

(585) وَذكر أَبُو مُحَمَّد فِي الْعَزْل، من طَرِيق النَّسَائِيّ أَيْضا عَن جَابر: " كَانَت لنا جوَار وَكُنَّا نعزل عَنْهُن فَقَالَت الْيَهُود: تِلْكَ الموءودة الصُّغْرَى ". الحَدِيث.
وَسكت عَنهُ وَلم يبين من أَمر إِسْنَاده شَيْئا، وَلَا أبرز من رُوَاته أحدا، وَهُوَ إِنَّمَا يرويهِ يحيى بن أبي كثير عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن ثَوْبَان، أَن جَابر بن عبد الله قَالَ: " كَانَت لنا جوَار ". فَذكره.
فَهُوَ لَو اعْتقد فِيهِ هَا هُنَا الِانْقِطَاع لبين ذَلِك، أَو لأبرز من إِسْنَاده مَوْضِعه، مُعْتَمدًا على مَا قدم، وَهُوَ لم يفعل شَيْئا من ذَلِك.
فَأَما بَيَان اتِّصَال الحَدِيث الْمَذْكُور وَأَنه لَيْسَ بمنقطع كَمَا ذكر، فَهُوَ بِأَن تعلم أَنه حَدِيث يرويهِ رجلَانِ: كل وَاحِد مِنْهُمَا يُقَال لَهُ: مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن؛ أَحدهمَا: ابْن ثَوْبَان، وَالْآخر: ابْن سعد بن زُرَارَة، وَهَذَا هُوَ الَّذِي لم يسمعهُ من جَابر، فَأَما ابْن ثَوْبَان فَإِنَّهُ يَقُول فِيهِ: حَدثنِي جَابر.
فلنذكر أحاديثهما بنصها حَتَّى يتَبَيَّن الِاتِّصَال فِي أَحدهمَا والِانْقِطَاع فِي الآخر.
قَالَ النَّسَائِيّ: حَدثنَا شُعَيْب بن شُعَيْب بن إِسْحَاق قَالَ: حَدثنَا عبد الْوَهَّاب

الصفحة 578