كتاب بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام (اسم الجزء: 2)

وأظن أَن الَّذِي حمل أَبَا مُحَمَّد على قَوْله: " لَا يتَّصل " هُوَ أَن أَبَا حَاتِم الرَّازِيّ، قَالَ فِي عُرْوَة بن الزبير: رأى أَبَاهُ.
ففهم مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد أَنه لم يَصح لَهُ [مِنْهُ] أَكثر من الرِّوَايَة، فَأَما السماع فَلَا، وَهَذَا الْفَهم خطأ، فَإِن البُخَارِيّ قد قَالَ: سمع أَبَاهُ، وَقد سَاق الْبَزَّار وَغَيره من حَدِيث عُرْوَة، عَن أَبِيه أَحَادِيث، مَا رموا شَيْئا مِنْهَا بالانقطاع.
وَنبهَ أَبُو مُحَمَّد على رشدين، وَأعْرض عَن نعيم بن حَمَّاد، وَلم يبين أَنه فِي إِسْنَاده، وَهُوَ قد ضعفه فِي غير هَذَا.

(593) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد، عَن بشير بن يسَار مولى الْأَنْصَار، عَن رجال من أَصْحَاب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لما ظهر على خَيْبَر، قسمهَا على سِتَّة وَثَلَاثِينَ سَهْما " الحَدِيث.
[ثمَّ سَاق من عِنْده أَيْضا، عَن بشير بن يسَار، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لما أَفَاء الله عَلَيْهِ خَيْبَر قسمهَا سِتَّة وَثَلَاثِينَ سَهْما " الحَدِيث] بِطُولِهِ.
ثمَّ قَالَ: هَذَا مُرْسل، وَكَذَلِكَ الَّذِي قبله.
كَذَا قَالَ فِي الأول: إِنَّه مُرْسل، وَلَيْسَ فِيهِ للإرسال مَكَان إِلَّا كَونه عَن

الصفحة 592