كتاب المخلصيات (اسم الجزء: 3)

أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَسبُّوا الشيطانَ، وتعوَّذوا باللهِ مِن شرِّهِ» (¬1) .
1902- (15) حدثنا عبدُاللهِ قالَ: حدثنا عبدُاللهِ بنُ مطيعٍ قالَ: حدثنا هشيمُ بنُ بشيرٍ أبومعاويةَ، عن زيادِ بنِ أبي زيادٍ، عن الحسنِ بنِ أبي الحسنِ، عن قيسِ بنِ عاصمٍ قالَ:
أَتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا دَنوتُ مِنه سمعتُه يقولُ: «هذا سيدُ أهلِ الوَبرِ» ، فسلمتُ وجلستُ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، المالُ الذي لا يكونُ عليَّ فيه تبعةٌ مِن ضيفٍ ضافَني، أو عيالٍ إنْ كثُروا؟ قالَ: «نِعْمَ المالُ أربعونَ مِن الإبلِ، والكثيرُ سِتونَ، وويلٌ لأَصحابِ المئين، إلا مَن أَعطى في رسلِها ونجدتِها، وأَفقرَ ظهرَها، وأَطرقَ فحلَها، ونحرَ سمينَها، وأَطعمَ القانعَ والمُعترَّ» .
قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما أَكرمَ هذه الأخلاقَ وأَحسنَها، إنَّه لا يحلُّ في الوَادي / الذي أَنا فيه (¬2) مِن كثرةِ إِبلي. قالَ: «وكيفَ (¬3) تَصنعُ بالمَنيحةِ؟» قلتُ: إنِّي لأَمنحُ في كلِّ عامٍ مئةً، قالَ: «فكيفَ تصنعُ بالعاريةِ (¬4) ؟» قلتُ: تَغدو الإبلُ ويَغدو الناسُ، فمَن أَخذَ برأسِ بعيرٍ ذهبَ به، قالَ: «فكيفَ تَصنعُ بالإفقارِ؟» قالَ: إنِّي أُفقرُ البكرَ الضرعَ والنابَ المدبرَ، قالَ: «مالُكَ أَحبُّ إليكَ أم مالُ مولاكَ؟» قلتُ: بَل مَالي، قالَ: «فإنَّ (¬5) لكَ مِن مالِكَ ما أَكلتَ فأَفنيتَ،
¬__________
(¬1) تقدم (1572) .
(¬2) في ظ (21) : به.
(¬3) في ظ (21) : فكيف.
(¬4) وهكذا في ظ (21) ، وفي هامش الأصل: بالغادية.
(¬5) في ظ (21) : فإنما. وهكذا كانت في الأصل إلا أنه ضرب عليها بخط وصوبت بخط دقيق فوقها.

الصفحة 15