كتاب المخلصيات (اسم الجزء: 3)

حملَه، فاحتاجَتْ إِليهم [الملوكُ وأَهلُ الدُّنيا] ورَغبوا في علمِهم، فلمَّا كَانوا بأخَرةٍ نشبتْ علماءُ فحَملوا العلمَ فلم يُحسِنوا حملَه، فطرَحوا علمَهم على الملوكِ وأهلِ الدُّنيا [فاهتَضموهم واحتَقروهم] وقيلَ: يأتُونَ مَن يُغلقُ بابَه ويُظهرُ فقرَه ويَكتمُ غِناهُ، ويَتركونَ مَن بابُه مفتوحاً بالغَداةِ والعَشيِّ [ونصفِ النهارِ] (¬1) .
2887- (58) حدثنا ابنُ منيعٍ: حدثنا قطنُ بنُ نسيرٍ أبوعبادٍ الغبريُّ: حدثنا جعفرُ بنُ سليمانَ: حدثنا كهمسٌ، عن [عبدِاللهِ بنِ] شقيقٍ العُقيليِّ قالَ: قالَ كعبٌ: إنَّ بيتَ المقدسِ شَكى إلى اللهِ عزَّ وجلَّ الخَرابَ، فقلتُ له: وله لِسانٌ؟ قالَ: نَعم، له لِسانٌ.. .. .. ..) (¬2) (شكى إلى اللهِ عزَّ وجلَّ الخَرابَ، فقيلَ له: لأُبدلنَّكَ توراةً محدثةً (¬3) وعلماءَ مُحدثينَ، يَدفونَ إليكَ كدَفيفِ.. .. .. ..) (¬4) كحنينِ الحمامةِ على بيضِها يملؤونَكَ لي سُجداً) (¬5) .
¬__________
(¬1) أخرجه ابن عساكر (63/ 386-387) من طريق المخلص به. وما بين المعقوفات منه.
وشطره الأول أخرجه الفريابي في «القدر» (398) ، والآجري في «الشريعة» (ص 237-238) ، وابن بطة في «الإبانة» (1995) ، وأبونعيم في «الحلية» (4/ 24) من طريق جعفر بن سليمان به.
(¬2) كلام بقدر ثلاث أو أبع كلمات أذهبته الرطوبة والسواد. وفي «إتحاف الأخصا» : (قال: نعم وقلباً كقلب أحدكم قال: شكى..) .
(¬3) قال ابن الجوزي: يعني محدثة النزول إلا أنها قديمة في ذاتها، لأنها كلام الله تعالى، وهو يريد بها القرآن الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم.
(¬4) كلام بقدر ثلاث أو أبع كلمات أذهبته الرطوبة والسواد. وعند ابن الجوزي: النسر ويحنون إليك حنين ... وفي «إتحاف الأخصا» : النسور إلى أوكارها، ويحنون إليك حنين ...
(¬5) أخرجه ابن الجوزي في «فضائل بيت المقدس» (ص 207) من طريق عبد الله بن شقيق بنحوه.
وأورده أبوعبد الله المناهجي السيوطي في «إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى» (1/ 137) عن كعب بنحوه.

الصفحة 448