كتاب المخلصيات (اسم الجزء: 3)

يزيدَ بنِ بشرٍ السكسكيِّ قالَ: بعثَني - يَعني عبدَالملكِ بنَ مروانَ - بكسوةٍ إلى الكعبةِ، فخرجْنا حتى نَزلنا تيماءَ، فأَتانا سائلٌ فقالَ: تَصدَّقوا، فإنَّ الصدقةَ تدفعُ سبعينَ باباً مِن السوءِ، فقلتُ: مَن أَعلمُ هذه القريةِ؟ قَالوا: نسي (¬1) ، فأَتيتُه فاستأذنتُ على البابِ، فاطَّلعتْ إليَّ جاريةٌ فقلتُ: ها هنا نسي؟ قالتْ: نَعم، قلتُ: فاستَأذنيهِ، فذهبتْ ثم اطَّلعتْ فقالتْ: ارقَ، فرقيتُ، فلمَّا رآني أَخذَ يتوضأُ، فقلتُ: ما لكَ لمَّا رأيتَني أخذتَ تتوضأُ؟ قالَ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قالَ لموسى: يا موسى، توضأْ فإنْ أصابكَ شيءٌ وأنتَ على غيرِ وضوءٍ فلا تلومنَّ إلا نفسكَ، قلتُ: يرحمكَ اللهُ، إنَّه أَتانا سائلُ فقالَ: تَصدَّقوا، فإنَّ الصدقةَ تَدفعُ سبعينَ باباً مِن السوءِ، قالَ: صدقَ، مِن هدةِ الجدارِ، ومِن الغرقِ، وذكرَ أشياءَ مِن المَنايا.
فخرجتُ حتى أَتيتُ المدينةَ فلقيتُ عبدَاللهِ بنَ عمرَ، فسألَه رجلٌ مِن أهلِ العراقِ فقالَ: يا أبا عبدِالرحمنِ، إنَّكَ تحجُّ وتعتمرُ ولا تَغزو، فسكتَ عنه، ثم أَعادَها فسكتَ عنه، ثم أَعادَها فقالَ له ابنُ عمرَ:
«إنَّ الإسلامَ بُنيَ على خمسٍ: شهادةِ أَن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحجِّ البيتِ، وصومِ شهرِ رمضانَ، والجهادُ والصدقةُ مِن العملِ الصالحِ» ، هكذا حدَّثنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم] (¬2) .
¬__________
(¬1) أسند ابن عساكر بعد هذا الأثر عن الدوري قوله: قلت ليحيى: من نسي هذا؟ فقال يحيى: هو هكذا نسي.
(¬2) هذا الأثر من تاريخ ابن عساكر (65/ 130-131) من طريق المخلص. ولم يظهر منه إلا هذه الكلمات: ــعت إلي.. .. .. .. ما لك لما.. .. .. .. فلا تلومن إلا نفسك.. .. .. .. الغرق وذكر.. .. .. فقال يا أبا عبد الرحمن إنك تحج وتعتمر.. .. .. شهادة ألا إله إلا الله وأن.. .. .. .. الصدقة من العمل الصالح هكذا حدثنا.. .. .. .. ...
وطرفه الأخير المرفوع أخرجه أحمد (2/ 26) من طريق منصور به.

الصفحة 453