كتاب لطائف الإشارات = تفسير القشيري (اسم الجزء: 3)

قوله جل ذكره:

[سورة الشعراء (26) : الآيات 221 الى 223]
هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ (223)
بيّن أن الشياطين تتنزّل على الكفار والكهنة «1» فتوحى إليهم بوساوسهم الباطلة.
قوله جل ذكره:

[سورة الشعراء (26) : الآيات 224 الى 226]
وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ (226)
لمّا ذكر الوحى وما يأتى به الملائكة من قبل الله ذكر ما يوسوس به الشياطين إلى أوليائه، وألحق بهم الشعراء الذين في الباطل يهيمون، وفي أعراض الناس يقعون، وفي التشبيهات- عن حدّ الاستقامة- يخرجون، ويعدون من أنفسهم بما لا يوفون، وسبيل الكذب يسلكون.
قوله جل ذكره:

[سورة الشعراء (26) : آية 227]
إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)
فيكون شعره خاليا من هذه الوجوه المعلولة المذمومة «2» ، وهذا كما قيل: الشعر كلام إنسان فحسنه كحسنه وقبيحه كقبيحه.
قوله جل ذكره: «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ» .
سيعلم الذين ظلموا سوء ما عملوا، ويندمون على ما أسلفوا، ويصدقون بما كذّبوا.
__________
(1) من أمثال سطيح وطليحة ومسيلمة.
وإذا كان محمد (ص) يشم الأفاكين ويذمهم.. فكيف تنزل الشياطين عليه؟! [.....]
(2) من أمثال عبد الله بن رواحه وحسان بن ثابت وكعب بن زهير وكعب بن مالك رضى الله عنهم، فشعرهم غلبت عليه الحكمة والموعظة والزهد، والدعوة إلى الفضيلة، ومؤازرة الدين الجديد، ورفع لواء التوحيد.

الصفحة 22