كتاب التكملة والذيل والصلة للصغاني (اسم الجزء: 4)

(خ وص)
الأخْوَصُ، واسْمُه زَيْدُ بنُ عَمْرو بن قَيْس بنِ عَتَّابٍ، شاعرٌ.
وقال النضْرُ: الخَوْصاءُ من الرياح: الحارَّةُ يَكْسِرُ الإنْسانُ عَيْنَهُ مِن حَرِّها ويَتخاوَصُ لها، والعَرَبُ تقولُ: طَلَعَت الجَوْزاءُ، وهَبَّتِ الخَوْصاءُ.
وبِئْرٌ خَوْصاءُ: بَعِيدَة القَعْرِ لا يُرْوِي ماؤها المالَ. قال ذو الرُّمَّة:
ومَنْهَلٍ أَخْوَصَ طامٍ طالِ
وَرَدْتُه قَبْلَ القَطا الأَرْسالِ
ويروى:
ومَهْمَهٍ أَخْوَقَ طامٍ خالِ
أَخْوَقَ، أي بَعيدٍ. طالٍ: عليه طُلاوَةٌ من الدِّمْنِ.
وقارَةٌ خَوْصاءُ: مُرْتَفِعة. قال:
رَبا بَيْنَ نِيقَيْ صَفْصَفٍ ورَتائجٍ ... بخَوْصاءَ من زَلّاءَ ذاتِ لُصُوبِ
وقال أبو زَيْد، في النّعْجةِ إذا اسْوَدَّتْ إحْدَى عَيْنَيْها وابْيَضَّتِ الأُخْرَى فهِيَ خَوْصاءُ، وقد خوِصت خوَصًا، واخواصَّتْ اخْوِيصاصًا.
والخَوْصاءُ: فَرَسُ سَبْرَةَ بنِ عَمْرٍو الأسَدِيّ. والخَوْصاءُ، أيْضًا، فَرَسُ تَوْبَةَ بن الحُمَيِّرِ الخَفاجِيّ.
والقاسِم بن أبي الخَوْصاءِ الحَِمْصِيّ.
والظَهِيرَةُ الخَوْصاءُ: أَشَدُّ الظهائرِ حَرًّا لا تَستَطيع أن تُحِدَّ طَرْفَكَ إلّا مُتخاوِصًا، قال:
* حِينَ لاحَ الظَّهِيرَةُ الخَوْصاءُ *
والإنْسانُ يُخاوِصُ ويتَخاوَصُ في نظرِه: إذا غَضَّ من بَصَرِه شيئا، وهُوَ في ذلك يُحَدِّقُ النَّظَرَ كأَنَّهُ يُقَوِّم قِدْحًا، وكذلكَ إذا نَظَرَ إلى عَيْن الشّمْسِ غَمَّض عَيْنَيْه مُتَخاوِصًا. قال أبو محمد الفَقْعَسِيّ:
يَوْمًا تَرَى حِرْباءَهُ مُخاوِصَا
يَطْلُب في الجَنْدَلِ ظِلًّا قالِصا
وفي الحديث: " مَثَلُ المَرْأَةِ الصالِحَةِ مَثَلُ التاج المُخَوَّصِ بالذّهَبِ، ومَثَل المرأةِ السَّوءِ كالحِمْل الثّقيل على الشَّيْخ الكَبِير ".
وتَخْوِيصُ التاج: مَأْخَذُهُ من خُوص النَّخْل يُجْعَلُ له صَفائحُ من الذَّهب عَلَى قَدْرِ عَرْضِ الخُوص.

الصفحة 8