كتاب أخبار مكة للفاكهي (اسم الجزء: 5)

169 - وَذكر الفاكهي مَا يَقْتَضِي انا ابا سُفْيَان اسْلَمْ لَيْلًا لِأَنَّهُ قَالَ فِي الْخَبَر الَّذِي رَوَاهُ عَن ابْن ادريس تلو قَوْله فاخبره الْعَبَّاس الْخَبَر وَانْطَلق بِهِ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قبَّة لَهُ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا سُفْيَان أسلم تسلم قَالَ فَكيف أصنع بِاللات والعزى قَالَ أَيُّوب فَحَدثني أَبُو الْخَلِيل عَن سعيد بن جُبَير قَالَ فَقَالَ لَهُ عمر وَهُوَ خَارج من الْقبَّة فِيهِ
ثمَّ عُنُقه السَّيْف أخر عَلَيْهَا أما وَالله لَو كنت خَارِجا من الْقبَّة مَا قلتهَا ابدا فَقَالَ أَبُو سُفْيَان من هَذَا قَالُوا عمر ثمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيث أَيُّوب عَن عِكْرِمَة قَالَ فَأسلم أَبُو سُفْيَان وَانْطَلق بِهِ الْعَبَّاس إِلَى منزله فَلَمَّا أَصْبحُوا ثار النَّاس لظهورهم فَقَالَ أَبُو سُفْيَان يَا أَبَا الْفضل أَو أسر النَّاس فِي بِشَيْء قَالَ لَا وَلَكنهُمْ قَامُوا إِلَى الصَّلَاة انْتهى بِاخْتِصَار
ذكر سَبَب حبس الْعَبَّاس لابي سُفْيَان فِي خطم الْجَبَل
170 - حَدثنِي الْحُسَيْن بن عبد الْمُؤمن حَدثنَا عَليّ بن عَاصِم عَن حُصَيْن عَن عبيد الله بن عبد الله قَالَ فَلَمَّا جعل أَبُو سُفْيَان يُسَايِر الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب رأى من النَّاس انتشارا وَالنَّاس فِي حوائجهم لَيْسُوا بِحَضْرَة عدوه قَالَ هَؤُلَاءِ يُرِيد أَن يغلبني ويقتلني مُحَمَّد قَالَ يَا عَبَّاس انبئني من خلق السَّمَاء قَالَ الله قَالَ فأنبئني من خلق الارض قَالَ الله وَجعل يسْأَله عَن أَشْيَاء نَحْوهَا فَعرف ان الاسلام لم يدْخل قلبه فَتخلف عَنهُ ثمَّ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأخْبرهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَم أدع الي خَالِد بن الْوَلِيد فَدَعَا لَهُ وَهُوَ على مُقَدّمَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا خَالِد قَالَ لبيْك يَا رَسُول الله قَالَ اضمم اليك الْخَيل قَالَ نعم وَلم تكن بِحَضْرَة عَدوك يَا رَسُول الله قَالَ اضمم اليك الْخَيل قَالَ نعم فضم إِلَيْهِ الْخَيل قَالَ ادْع لي ابا عُبَيْدَة ابْن الْجراح فَدَعَا لَهُ فَقَالَ يَا ابا عُبَيْدَة اضمم اليك النَّاس فَقَالَ نعم

الصفحة 194