كتاب أخبار مكة للفاكهي (اسم الجزء: 5)

2916 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أًبِي ظَبْيَانَ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: نَزَلْتُ الصِّفَاحَ، فَإِذَا رَجُلٌ نَائِمٌ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ قَدْ أَدْرَكَتْهُ الشَّمْسُ، فَأَمَرْتُ الْغُلَامَ فَظَلَّلَ عَلَيْهِ بِالنِّطْعِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ إِذَا هُوَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَحَيَّانِي وَحَيَّيْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا جَرِيرُ إِنَّهُ §مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ تَعَالَى فِي الدُّنْيَا رَفَعَهُ اللهُ فِي الْآخِرَةِ، يَا جَرِيرُ لَوِ الْتَمَسْتَ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَ هَذَا وَأَخَذَ عُودًا مِنَ الْأَرْضِ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ لَمْ تَجِدْهُ. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ فَأَيْنَ النَّخْلُ وَالشَّجَرُ؟ قَالَ: أُصُولُهَا ذَهَبٌ وَلُؤْلُؤٌ، وَأَعْلَاهَا ثَمَرٌ " وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ يَذْكُرُ الصِّفَاحَ:
[البحر الكامل]
أَلْمِمْ بِحُورٍ بِالصِّفَاحِ حِسَانِ ... هَيَّجْنَ مِنْكَ رَوَادِعَ الْأَحْزَانِ
شِعْبُ آلِ مُحَرَّقٍ: مِمَّا يَلِي طَرِيقَ جُدَّةَ، وَفِيهَا يَقُولُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
[البحر الكامل]
يَا قَبْرُ بَيْنَ بُيُوتِ آلِ مُحَرَّقٍ ... جَادَتْ عَلَيْهِ رَوَاعِدٌ وَبُرُوقُ
هَلْ تَنْفَعَنَّكَ ذِمَّةٌ مَرْعِيَّةٌ ... فِيهَا أَدَاءُ أَمَانَةٍ وَحُقُوقُ
§ذِكْرُ حُدُودِ مَخَالِيفِ مَكَّةَ وَمُنْتَهَاهَا وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ وَأَعْمَالُ مَكَّةَ وَمَخَالِيفُهَا كَثِيرَةٌ، وَلَهَا أَسْمَاءٌ نَقْصُرُ عَنْ ذِكْرِهَا لِاخْتِصَارِ الْكِتَابِ، وَلَكِنَّا نَذْكُرُ مُنْتَهَى حُدُودِهَا الَّتِي تَنْتَهِي إِلَيْهِ. فَآخِرُ أَعْمَالِهَا مِمَّا يَلِي طَرِيقَ الْمَدِينَةِ الشَّرِيفَةِ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ جَنَابِذُ بْنُ صَيْفِيٍّ فِيمَا بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَرٍّ، وَذَلِكَ عَلَى يَوْمٍ وَبَعْضِ يَوْمٍ. وَآخِرُ أَعْمَالِهَا مِمَّا يَلِي طَرِيقَ الْجَادَّةِ فِي طَرِيقِ الْعِرَاقِ الْغُمَيْرُ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ، وَذَلِكَ عَلَى يَوْمٍ وَبَعْضِ يَوْمٍ. وَآخِرُ أَعْمَالِهَا مِمَّا يَلِي الْيَمَنَ فِي طَرِيقِ تِهَامَةَ الْيَوْمَ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ ضَنْكَانُ، وَذَلِكَ عَلَى عَشَرَةِ أَيَّامٍ مِنْ مَكَّةَ. -[107]- وَقَدْ كَانَ آخِرُ أَعْمَالِهَا فِيمَا مَضَى بِلَادُ عَكٍّ دَاخِلًا فِي الْيَمَنِ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ عَدَنَ. وَآخِرُ أَعْمَالِهَا مِمَّا يَلِي الْيَمَنَ فِي طَرِيقِ الْبَحْرِ وَطَرِيقِ صَنْعَاءَ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ نَجْرَانُ، فَهُوَ آخِرُ مَخَالِيفِهَا وَأَبْعَدُهُ مِنْ مَكَّةَ، وَنَجْرَانُ عَلَى عِشْرِينَ يَوْمًا مِنْ مَكَّةَ، وَهِيَ أَرْضٌ طَيِّبَةٌ عَذْبَةٌ، وَقَدْ كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُلْحٌ، ثُمَّ كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صُلْحٌ بَعْدَ ذَلِكَ
__________
إسناده حسن
2917 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: كَانَ فِي كِتَابِ جَدِّي الَّذِي كَتَبَهُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى نَجْرَانَ: " أَنْ §لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ "
__________
إسناده مرسل

الصفحة 67