كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 5)

وابن هني (الأخضرية حاليا)، وسطيف ونقاوس وجيجل والقل وشرشال وبوداود وغيرها. واندفع إلى الثورة في أقل من شهر أكثر من مائة وعشرين ألف رجل محارب. في حين لم يستطع المقراني قبل ذلك تجنيد أكثر من (25) ألفا من مناطق برج بوعريرج وسور الغزلان وبوسعادة.
أصيبت الإدارة الإفرنسية في الجزائر بالذعر، وانطلقت الأبواق الاستعمارية للهجوم على الثورة، ومما قيل فيها: (باتت المراكز الدينية مصدر خطر كبير على الإفرنسيين. ولم تعد الزوايا مكانا لتعليم القرآن فقط وإيواء البؤساء، وإنما تحولت إلى مراكز للثورة من أجل القضاء على المسيحيين. وهذا ما فعله الأخوان الرحمانيين بالجزائر بزعامة الشيخ الحداد، بفضل التأثير الديني والسياسي الكبير لهم، وارتباطهم بالقاعدة الشعبية ارتباطا وثيقا) (¬1).
وقيل أيضا: (من أن النيران التي اشتعلت في كل الجزائر، كانت مدعمة بالتعصب الديني للإخوان الرحمانيين الذين انتشروا في
مصيف جرجرة، ومن حدود المغرب الأقصى إلى حدود تونس. وأن إخوان 1863 و1865 ما يزالون اليوم يقودون الحرب الدينية، وجاءوا من مكة لزرع التشويش الديني في الجزائر) (¬2).
قد لا تكون هناك حاجة للتوقف عند مثل هذه المقولات التي
¬__________
(¬1) LES CONFRERIES ISLAMIQUES EN ALGERIE, RAHMANIATID-JANIA (SIMON- MARCEL) ALGER JOURDAN 1910 - PP. 35 - 42, 56 - 65.
(¬2) L'INSURRECTION DE LA GRANDE KABYLIE EN 1871. (ROBIN. N COLONEL) PARIS, IMP: HENRI- CHARLES- LAVOUSELLE 1901 - PI97.

الصفحة 148