كتاب جامع البيان في القراءات السبع (اسم الجزء: 3)

والألف فيهن «1». واختلف في ذلك أيضا عن عاصم، فروى العليمي والبرجمي عن أبي بكر وحماد عن عاصم بإمالة فتحة الراء والهمزة في رأى كوكبا هاهنا خاصّة، وبإخلاص فتحهما في سائر القرآن. وروى المفضل عن عاصم ويحيى بن آدم والكسائي فيما قرأت من طريقهما عن أبي بكر وهبيرة والقوّاس عن حفص بإمالة فتحة الراء والهمزة مع الاسم الظاهر والمكنّى وغيرهما في جميع القرآن «2».
فأما ما استقبله ساكن منفصل من هذا الباب نحو قوله: رأى الشمس [78] ورأى القمر [77] ورأى المجرمون [الكهف: 53] وما أشبهه فحمزة والكسائي من رواية نصير وحده، وعاصم من رواية المفضل وحمّاد وأبي بكر من غير رواية الأعشى، ومن غير رواية خلف عن يحيى عنه يميلون «3» فتحة الراء خاصة في حال الوصل ويخلصون فتحة الهمزة. وكذلك روى هبيرة والقوّاس عن حفص فيما قرأت له، وروى خلف وابن المنذر وابن شجاع عن يحيى عن أبي بكر في هذا الباب بإمالة فتحة الراء والهمزة جميعا كالباب الأول سواء «4». وابن عامر يخلص فتحهما «5» جميعا نصّ على ذلك الأخفش والتغلبي وابن أنس وابن المعلى عن ابن ذكوان والحلواني عن هشام «6». واختلف الرواة عن عاصم ونافع وأبي عمرو في هذين البابين
__________
(1) وانظر: التيسير ص 104، النشر 2/ 46.
(2) أما أبو بكر عن عاصم فقد ذكر المؤلف عنه في التيسير ص 103، أنه يميل الراء والهمزة مع الاسم الظاهر والمكنى.
(3) في (م) " يمالون" وهو خطأ.
وأما ابن الجزري فقد ذكر عن أبي بكر روايتين مشهورتين:
الأولى: رواية الجمهور عن العليمي أنه أمال فتحة الراء والهمزة في (رأى كوكبا) في الأنعام خاصة، وأخلص فتحهما في سائر القرآن.
الثانية: رواية الجمهور عن يحيى بن آدم بإمالة الراء والهمزة جميعا مع الاسم الظاهر والمكنى في جميع القرآن. انظر النشر 2/ 44 - 45 - 46.
فيكون لأبي بكر وجهان مشهوران: إمالة الراء والهمزة، وفتحهما.
وأما حفص فالمشهور عنه: فتح الراء والهمزة في جميع القرآن، وهو المعتمد عنه كما في التيسير ص 103 - 104، والنشر 2/ 44 - 48.
(4) في (م) " سواء" غير واضحة.
(5) في (م) " فتحها" وهو خطأ.
(6) انظر: التيسير ص 104، النشر 2/ 46.

الصفحة 1047