كتاب جامع البيان في القراءات السبع (اسم الجزء: 3)

حرف:
قرأ حمزة لأهله امكثوا [10] هاهنا وفي القصص [28] بضم الهاء ضمة مختلسة في حال الوصل «1». واختلف عن المسيّبي عن نافع، فروى لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد «2» عن أصحابه عن ابن سعدان عن المسيّبي عنه أنه ضمّ الهاء «3». وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عبيد بن محمد، قال: نا ابن سعدان عن إسحاق عن نافع «4» عن سليم عن حمزة لأهله امكثوا [40/ ب] مرتفعة الهاء، وبذلك قرأت أنا في رواية المسيّبي من طريق ابنه ومن طريق ابن سعدان، وروى ابن واصل عن ابن سعدان وخلف عن المسيّبي أنها مبطوحة، وكذا قال ابن المسيّبي عن أبيه «5» وزاد الألف فيها قوة، ولا معنى لذكره الألف إن كان أراد الوصل؛ لأنه لا حركة لها فيه. وروى أبو عمارة عن إسحاق الأزرق لأهله امكثوا [10] كسر الألف، وهذا خطأ منه سواء أراد الوصل أو الابتداء؛ لأنها في حال الوصل ساقطة من اللفظ، وفي حال الابتداء مضمومة لانضمام ثالث المستقبل من الفعل الذي هو «6» أوله، وهو يمكث. وأظنه أراد الهاء، فذكر «7» الألف. وقرأ الباقون بكسر الهاء في الموضعين «8»، وكذلك روى قالون وورش وأبو عبيد عن إسماعيل عن نافع «9».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو أني أنا ربك [12] بفتح الهمزة «10»، وكذلك
__________
(1) وذلك على أصل الكلمة، وعلى لغة من يقول: مررت به يا فتى.
انظر: (حجة القراءات) 450، و (الفتح الرباني) 219.
(2) انظر: كتاب (السبعة) 417.
(3) انظر: (التعريف في اختلاف الرواة عن نافع) / 320.
(4) قلت: وممن نقل له رواية ضم الهاء صاحب (البحر المحيط) 6/ 215، وأشار إليها بقوله:
ونافع في رواية بضم الهاء.
(5) في: (م) عن ابنه.
(6) في: (م) هي.
(7) في (م) مذكرا.
(8) وذلك لأجل الكسرة التي قبلها. انظر: (حجة القراءات) 450، و (الفتح الرباني) 219.
(9) وقراءته السبعية كالجماعة. انظر: (التيسير) 122، و (النشر) باب هاء الكناية.
قال الشاطبي: لحمزة فاضمم كسرها أهل امكثوا معا. انظر: ص 69.
(10) وهو على تقدير نودي بأني أنا ربك. انظر: (شرح الهداية) 2/ 415، و (الفتح الرباني) 219.

الصفحة 1352