كتاب جامع البيان في القراءات السبع (اسم الجزء: 3)

وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بضم الميم وفتح الزاي «1».

حرف:
وكلهم قرأ إنكم مخرجون [35] بفتح الهمزة «2»، إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن سعيد عن الخياط عن الشموني «3» عن
الأعشى «4» عن أبي بكر أنه كسر الهمزة، فخالف ابن سعيد عن الخياط الحسين بن داود النقار، فروى ذلك عنه عن الشموني بفتح الهمزة مثل الجماعة، حدّثني بذلك الفارسي عن أبي طاهر عن النقار، وكذلك روى ذلك أداء عن الخياط سائر أصحابه. وبذلك قرأت في الروايتين عن الأعشى، ووقف ابن كثير في رواية البزّي والكسائي على قوله هيهات هيهات [المؤمنون: 36] في الحرفين بالهاء «5»، ووقف الباقون عليها بالتاء، وقد ذكر بأسانيده في باب الوقف على المرسوم «6».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو تترا كلما [44] بالتنوين، ووقفا بالألف عوضا منه نا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: من نوّن يقف بالألف لا غير، وقرأ الباقون تترا بغير تنوين «7».
على وزن (فعلى) وقفوا على ألف التأنيث حمزة والكسائي «8» وهبيرة «9» عن
__________
(1) فيجوز أن يكون مصدرا، أو مكانا أي إنزالا أو موضع إنزال.
انظر: (الإتحاف 29/ 283، و (الفتح الرباني) 226.
(2) قلت: والجميع متفقون في قراءاتهم السبعية على فتح الهمزة.
(3) وفي (غاية الاختصار) هي لحماد عن الشموني.
(4) انظر: روايته في (التذكرة) 2/ 451.
(5) انظر: (التيسير) 55، و (الإتحاف) 2/ 284، وفيها لغات وأوجه. انظرها غير مأمور في (المحتسب) 2/ 90، و (الفريد) 3/ 564 - 565، و (معجم القراءات القرآنية) 3/ 330 - 331.
(6) انظر: (الجامع) صفحة المطبوع و (التيسير) / 55.
(7) أصلها وترى من المواترة، فأبدل من الواو تاء، فمن قرأ بالتنوين جعل ألفها للإلحاق، وألف الإلحاق قليلة في المصادر، وجعلها بعضهم بدلا من التنوين، والتنوين لغة قريش وبني كنانة، ومن لم ينون جعل ألفها للتأنيث، وهي لغة أسد وتميم ونجد، وهما لغتان فصيحتان.
انظر: (البيان) 2: 185، و (الفريد) 3/ 658، و (الفتح الرباني) 226. قال الشاطبي: نون تترى حقه.
(8) انظر: (التذكرة) 2/ 452، و (الإتحاف) 2/ 285.
(9) وجه لحفص بالإمالة من رواية هبيرة. انظر: (الجامع) ت طلحة صفحة 145 و (التيسير) 70.

الصفحة 1390