قنبل قال: حدّثني ابن المقري «1» قال: سمعت ابن الشهيد الحجبي يكبر خلف المقام في شهر رمضان، قال قنبل: ثم لقيني بعد ذلك فقال ابن الشهيد أو بعض الحجبة ابن الشهيد أو ابن بقية «2» قال أبو الحسن: وأخبرني قنبل قال: حدّثني أحمد بن محمد بن عون القوّاس قال: سمعت ابن الشهيد يكبّر خلف المقام في شهر رمضان، قال قنبل:
وأخبرني دكين بن الحصيب مولى الجبيريين «3» قال: سمعت ابن الشهيد الحجبي يكبّر خلف المقام في شهر رمضان حتى ختم من والضحى «4».
وأما الوارد من الآثار بقراءة فاتحة الكتاب وخمس آيات من أول سورة البقرة مستقبلا بالختمة، فقرأت على عبد العزيز بن محمد عن عبد الواحد بن عمر قال: نا العباس بن أحمد البزّي قال: نا عبد الوهاب بن فليح المكّي قال: نا عبد الملك بن
__________
(1) محمد بن عبد الله بن يزيد القرشي، أبو يحيى المكي العدوي، ولاء، ثقة، روى عن أبيه، مات سنة 256 هـ. التقريب ص 490، غاية 2/ 188.
(2) هذا شك من ابن المقرئ، والحجبي: بفتح الحاء والجيم وكسر الباء، نسبة إلى حجابة البيت الحرام، الأنساب 2/ 177. وابن الشهيد لم أجد من ترجم له.
(3) نسبة إلى (جبير) بضم الجيم، وفتح الياء- والد سعيد- الإمام التابعي، انظر الأنساب 1/ 23، وأما دكين فلم أجده.
(4) نخلص من مجموع الروايات في التكبير: أنها وردت من طرق كثيرة عن ابن كثير من طريق البزي، مرفوعة إلى النبي صلّى الله عليه وسلم، وتابع البزي قنبل وروى العراقيون عنه ذلك، أما المغاربة فجمهورهم لم يروه عنه، وقنبل لم يرفع الرواية إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما فعل البزي. وقد أسند رواية البزي جمع من الأئمة غير المصنف، منهم: الحاكم في المستدرك- وقد مر ذكره- وابن الباذش في الإقناع، وأبو الكرم المبارك بن الحسن في (المصباح الزاهر)، وابن الجزري في النشر 2/ 411 - 415، وغيرهم. وقد صحت رواية التكبير عن حميد الأعرج رحمة الله كما مر سابقا ص، وحميد أخذ عن مجاهد عن ابن عباس، وقد مكث صدقة بن عبد الله بن كثير أكثر من سبعين سنة وهو يكبر إذا ختم، ولم ينقل أن أحدا أنكر عليه، مع طول هذه الفترة، كل ذلك مما يؤكد أن للتكبير أصلا مأثورا. ووردت رواية التكبير عن أبي عمرو بن العلاء، من رواية السوسي عنه، وعن أبي جعفر المدني، من رواية الزبير بن محمد العمري.
بل أن بعض الأئمة قد روى التكبير عن سائر القراء، مثل: أبي الفضل الرازي، وأبي القاسم الهذلي، وأبي العلاء الهمداني، انظر: النشر 2/ 411 وما بعدها، سنن القراء ص 209 وما بعدها. لكن المشهور والمستفيض هو نقله عن ابن كثير وحده، انظر مجموع فتاوى ابن تيمية 13/ 417 وما بعدها، وبكل حال فقد قال ابن الجزري في النشر 3/ 410: (فاعلم أن التكبير صح عند أهل مكة، قرائهم، وعلمائهم وأئمتهم، ومن روى عنهم، صحة استفاضت، واشتهرت، وذاعت، وانتشرت، حتى بلغت حد التواتر ... ).