كتاب جامع البيان في القراءات السبع (اسم الجزء: 4)

عنب جاء قبل أوانه أن يأكل منه فجاء سائل فقال: أطعموني مما رزقكم الله قال:
فسلّم إليه العنقود فلقيه بعض أصحابه فاشتراه منه وأهداه للنبي صلّى الله عليه وسلم فأعطاه إيّاه، فلقيه رجل آخر من الصحابة فاشتراه منه وأهداه للنبي صلّى الله عليه وسلم [فعاد السائل إلى النبي صلّى الله عليه وسلم] فسأله فانتهره وقال له: «إنك ملحّ» فانقطع الوحي عن النبي صلّى الله عليه وسلم أربعين صباحا فقال المنافقون: قلا محمدا ربه فجاء جبريل عليه السلام فقال: اقرأ يا محمد، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: وما أقرأ؟ والضحى فلقنه السورة فأمر النبي صلّى الله عليه وسلم أبيّا لمّا بلغ والضحى أن يكبّر مع خاتمة كل سورة حتى يختم «1».
وأرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكّي «2» بها قال: نا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد «3» قال: نا جرير أبو يحيى «4» قال: نا سفيان «5» عن الأسود بن قيس «6» سمع جذبا «7» يقول: أبطأ جبريل عليه السلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال المشركون ودّع محمد فأنزل الله تعالى والضحى والليل إذا سجى ما ودّعك ربك وما قلى.
نا محمد بن عبد الله المري قال: نا أبي قال: نا علي بن الحسن «8» [252/ ب] قال: نا أحمد بن موسى قال: نا يحيى بن سلام «9» في قوله عزّ وجلّ: وما نتنزّل إلا بأمر ربّك [مريم: 64]. قال: قال قتادة: هذا قول جبريل عليه السلام احتبس عن النبي
__________
(1) إسناده ضعيف، علته البزي، والانقطاع بين المصنف وأحمد بن فرح.
(2) توفي سنة 405 هـ، انظر الصلة 2/ 385.
(3) و (4) لم أجد لهما ترجمة فيما بين يدي من المصادر.
(5) سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي، ثقة حافظ، إمام حجة، ملأ الدنيا علما وورعا، مات سنة 161 هـ، صفة الصفوة 3/ 147، السير 7/ 229.
(6) الأسود بن قيس العبري الكوفي، ثقة، روى عن جندب بن عبد الله، وعنه الثوري. انظر التهذيب 1/ 298.
(7) كذا في (ت)، وفي (م) (حدنا)، والصواب: (جندبا)، وهو ابن عبد الله بن سفيان البجلي، أبو عبد الله العلقي، له صحبة، مات بعد الستين. تقريب ص 142.
(8) علي بن الحسن، أبو الحسن الجصاص البغدادي، روى عن ابن مجاهد، مات سنة 367 هـ، وكان مخلطا يدعي أشياء ليست له. انظر: تاريخ بغداد 11/ 384، غاية 1/ 532.
(9) يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة، أبو زكريا البصري، قال الداني: وكان ثقة ثبتا، مات سنة 200 هـ.
غاية 2/ 373. ويظهر أن في السند انقطاعا، لأن أحمد بن موسى بن مجاهد لم يدرك يحيى، حيث إن ابن مجاهد ولد سنة 245 هـ، أي بعد وفاة يحيى بخمس وأربعين سنة تقريبا.

الصفحة 1751