كتاب جامع البيان في القراءات السبع (اسم الجزء: 2)

1561 - واختلف عنه في موضعين من الساكنة، وهما قوله: وتؤى إليك في الأحزاب [51] والّتى تئويه في المعارج [13]:
1562 - فروى الأصبهاني «1» عن أصحابه عنه ترك همزها، ويحتمل الواو المبدلة من الهمزة أن تدغم في التي بعدها اتباعا للخط، وبذلك قرأت «2» في مذهبه، ويحتمل أن لا تدغم بناء على الأصل؛ لأن التسهيل عارض. وروى سائر الرواة عنه «3» نصّا وأداء تحقيق الهمزة فيهما.
1563 - واختلف عنه «4» أيضا في موضع واحد من المتحركة وهو قوله:
مؤذّن في الأعراف [44] ويوسف [70]، فروى عنه الأصبهاني تحقيق الهمزة فيه لكون الفعل قبله، وهو فأذن [الأعراف: 44] مهموزا؛ حملا عليه، وروى سائر الرواة عنه تسهيل الهمزة فيه؛ حملا على نظائره.
1564 - وأجمعوا عنه نصّا وأداء على تحقيق الهمزة في موضعين من ذلك، وهما قوله: ولا يؤده حفظهما في البقرة [255] وتؤزّهم أزّا في مريم [83]، ما خلا أحمد «5» بن صالح، فإنه روى عنه تؤزّهم بغير همز لم يروه غيره.
1565 - وكان «6» أيضا يسهل الهمزة الساكنة خاصّة إذا كانت فاء من الفعل، وصورتها في الخط ألف ووليها من قبلها [أحد] «7» ستة أحرف: الياء والتاء والنون والميم والفاء والواو في فعل كانت أيضا أو في اسم.
1566 - فالتي قبلها ياء نحو: يأكلون [البقرة: 174] ويأمرون «8» [آل عمران:
21]، وما يأفكون [الأعراف: 117] فإنّهم يألمون [النساء: 104] ولّا يؤتون [النساء: 53] ويأتهم [الأعراف: 169] ويأتوكم [البقرة: 85] ويأمنوكم ويأمنوا قومهم [النساء: 91] ويأمركم [البقرة: 67] وألم يأن للّذين ءامنوا [الحديد: 16]
__________
(1) محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني.
(2) من الطريق السادس والتسعين.
(3) و (4) عن ورش.
(5) من الطريق الثامن والسبعين.
(6) أي ورش عن نافع.
(7) زيادة ليستقيم. السياق.
(8) آل عمران/ 21، وفي ت، م: (ما يؤمرون) وهو خطأ؛ لأن صورة الهمزة فيه واو.

الصفحة 550