والثانية: أن ذلك كان يلزم في نحو: قرىء [الأعراف: 204] واستهزىء [الأنعام: 10] وشبههما بعينه وذلك غير معروف من مذهبه فيه.
1672 - فإذا تحرّكت الهمزة فلا خلاف عنه في تحقيقها سواء كانت فاء أو عينا أو لاما وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
باب ذكر بيان مذهب هشام عن ابن عامر وحمزة في الوقف على الهمزة المتطرفة
1673 - اعلم أن هشاما من طريق الحلواني «1»، وحمزة من طرقه كانا يقفان على الهمزة الساكنة والمتحرّكة إذا وقعت طرفا في الكلمة بتسهيلها، ويصلان بتحقيقها.
1674 - فأما الساكنة، فإن ما قبلها متحرّك بإحدى الحركات الثلاث: بالفتح أو الكسر أو الضم ولا يليها غير ذلك، فإذا تحرك بالفتح أبدلاها في الوقف ألفا نحو قوله: إن يشأ [النساء: 133]، وأم لم ينبّأ [النجم: 36] واقرأ [العلق: 1] وما أشبهه. وإذا تحرك بالكسر أبدلاها فيه ياء نحو قوله: نبّئ عبادى [الحجرات: 39] وو هيّئ لنا [الكهف: 10] وو يهيّئ لكم [الكهف: 16] وما أشبهه. وكذلك ومكر السّيّئ [فاطر: 43] «2»، على قراءة حمزة، وسواء كان سكون الهمزة لجازم أو للبناء أو لتوالي الحركات تخفيفا، ولم يأت في القرآن ساكنة مضموم ما قبلها، ولو أتت لأبدلاها واوا.
1675 - وأما المتحركة فإن ما قبلها يكون متحرّكا وساكنا وإذا كان متحرّكا أبدلاها في جميع وجوهها وحركاتها حرفا خالصا من جنس تلك الحركة؛ لأنها تدبرها لقوتها، فإن كانت فتحا أبدلاها ألفا نحو قوله: أن لّا ملجأ [التوبة: 118] وذرأ [الأنعام: 136] وامرأ [مريم: 28] ومّن مّلجإ ومن سبإ بنبإ وإلى الملإ [البقرة: 246] وو يستهزأ [النساء: 140] والملإ [الأعراف: 60] وملأ [الأعراف: 16] وظمأ [التوبة: 120] وما أشبهه. وإن كانت كسرا أبدلاها ياء نحو
__________
(1) وطرقه من العاشر بعد المائتين إلى الثالث عشر بعد المائتين على التوالي.
(2) فاطر/ 43. يقرؤها حمزة بإسكان الهمزة في الوصل لتوالي الحركات تخفيفا. انظر النشر 2/ 352، السبعة/ 535.