كتاب جامع البيان في القراءات السبع (اسم الجزء: 2)

لكون البدل عارضا، فالهمزة في التقدير والنيّة وإدغامها ممتنع، والمذهبان في ذلك صحيحان، والإدغام أولى؛ لأنه قد جاء منصوصا عن حمزة في قوله: ورءيا لموافقة «1» رسم المصحف الذي جاء عنه اتباعا عند الوقف على الهمزة.
1721 - واختلف أهل الأداء أيضا في تغيير حركة الهاء إذا أبدلت الهمزة قبلها ياء في قوله: أنبئهم في البقرة [31]، وو نبّئهم في الحجر [51]، والقمر [28]، فكان بعضهم يرى كسرها لأجل الياء كما كسر لأجلها في نحو قوله: فيهم ويؤتيهم [النساء: 152] ويوفّيهم [النور: 25] وشبهه. وهذا مذهب أبي بكر بن مجاهد ومتابعيه.
1722 - وكان آخرون يقرّونها على ضمتها؛ لأن الياء عارضة، إذ لا توجد إلا في التخفيف وعند الوقف خاصة، فلم يعتدّوا بها لذلك. وقد جاء بهذا الوجه منصوصا محمد ابن يزيد الرفاعي صاحب سليم، فقال في كتابه المفرد بقراءة حمزة في سورة الحجر [51]: ونبّئهم مرفوعة الهاء في الوصل والسكوت. يعني مع التحقيق والتسهيل- وذلك أقيس.
1723 - وأما الهمزة المتوسطة إذا كانت متحركة، فإنها متحرّكة بالفتح والكسر والضمّ، وما قبلها يكون على ضربين ساكنا ومتحرّكا، فأما الساكن فيكون حرف مدّ ولين ويكون حرف سلامة، فإذا كان حرف مدّ ولين وكان ألفا وسواء كانت «2» مبدلة أو زائدة، فإن حمزة يجعل الهمزة التي بعدها في الوقف بين بين- أعني بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها.
1724 - فإن كانت مفتوحة جعلها بين الهمزة والألف، نحو قوله: فمن جآءه [البقرة: 275]، وأوليآءه [آل عمران: 175]، ولقد جآءكم [البقرة: 92]، وءابآءكم [البقرة: 200]، ونسآءكم [البقرة: 49]، وأبنآءكم [البقرة: 49]، وجآءهم [البقرة: 89]، وأمعآءهم [محمد: 15]، وجآءنا [المائدة: 19]، وءابآءنآ [البقرة: 170]، وو نسآءنا [آل عمران: 61]، وكذا مّآء ودعآء [البقرة:
171]، وو ندآء [البقرة: 171]، وأعدآء [آل عمران: 103]، وبنآء [البقرة: 22]، وجفآء [الرعد: 17]، وجزآء [المائدة: 38]، ورخآء [ص: 36]، وغثآء
__________
(1) في ت، م: (موافقته). وهو غير مستقيم مع السياق، والتصحيح من النشر.
(2) أي الألف.

الصفحة 586