كتاب جامع البيان في القراءات السبع (اسم الجزء: 2)

عاصم لم يروه غيره. وقرأ الباقون بفتح الياء والدال وإسكان الخاء من غير ألف، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر عن عاصم «1»، ولم يختلفوا في قوله: يخادعون الله هاهنا [9] وفي سورة النساء [142] بالترجمة الأولى «2»؛ لأن ذلك وإن كان لفظه يفاعلون الذي «3» هو من اثنين، فإن معناه: يفعلون الذي هو من واحد كقوله تعالى «4»: قاتلهم الله [التوبة: 30] من حيث أريد بذلك في السورتين [التوبة: 30؛ المنافقون: 4] وحدهم «5».

حرف:
قرأ الكوفيون يكذبون [10] بفتح الياء وإسكان الكاف وتخفيف الذال من الكذب، وقرأ الباقون بضمّ الياء وفتح الكاف وتشديد الذال من التكذيب «6».
حرف:
قرأ الكسائي وابن عامر في رواية الوليد بن مسلم «7» وهشام بن عمّار بإشمام الضمّ للقاف من قوله: قيل «8» حيث وقع، والسين من قوله: سيء بهم في هود [77] والعنكبوت [33] وسيئت في الملك [27] وسيق الذين في الموضعين في الزّمر [71 و 73]، والغين من قوله: وغيض الماء في هود [44]، والحاء من قوله: وحيل بينهم في سبأ [54]، والجيم من قوله: وجيء في
__________
(1) القراءة المشهورة عن عاصم هي: كقراءة ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وهي القراءة التي لم يذكر الداني غيرها في التيسير ص 72، وكذلك ابن الجزري في النشر 2/ 207.
(2) أي بضم الياء وفتح الخاء وألف بعدها، قال ابن الجزري معللا للاتفاق على قراءتها كذلك (يخادعون):" كراهية التصريح بهذا الفعل القبيح أن يتوجه إلى الله تعالى، فأخرج مخرج المفاعلة والله أعلم". أ. هـ. النشر 2/ 207.
(3) في (م) " للذي".
(4) كذا في (م) " تعالى"، وفي (ت) " تع" أي" تعالى" مختصرة، وهذا مما لا ينبغي الاختصار فيه، ولذا أثبتت ما في (م).
(5) وانظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/ 224.
(6) وانظر: النشر 2/ 207، التيسير ص 72.
(7) الوليد بن مسلم، ابو العباس، وقيل أبو بشر الدمشقي، عالم أهل الشام، عرض على يحيى الذماري، ونافع بن أبي نعيم، روى عنه القراءة إسحاق بن أبي إسرائيل، توفي سنة خمس وتسعين ومائة، غاية 2/ 360.
(8) الآية الحادية عشرة هي أول موضع تذكر فيه (قيل).

الصفحة 837