كتاب جامع البيان في القراءات السبع (اسم الجزء: 2)

حرف:
وكلهم قرأ هداي [البقرة: 38] بفتح الياء، وكذلك كل ياء مضافة قبلها ألف نحو عصاي [طه: 18] وبشراي [يوسف: 19] ومثواي [يوسف: 23] وما أشبهه، إلا ما اختلف فيه عن ورش عن نافع، فقال أبو الأزهر وداود عن ورش عنه هداي وبشراي ومثواي مرسلة الياء، ثم قالا في سورة الأنعام [162] ومحياي منتصبة الياء، فاضطربا فيها. وقال أبو يعقوب عنه: هداي [116/ ت] مرسلة الياء وياء بشراي [يوسف: 19] ومثواي [محرّكة] الياء، وكذلك حكى داود [و] أبو الأزهر عنه في كتابهما المصنّف في الاختلاف بين نافع وحمزة «1»، وقال يونس عنه ياء بشراي ثقيل الياء [ونصبها] لم يذكر غيرها، وقال أحمد بن صالح عنه: مثواي الياء منتصبة لم يذكر سواها، وقرأت في روايته على أبي الفتح بالإسناد المتقدّم بإسكان الياء في الباب كله، وفي رواية الباقين عنه بالفتح. وقال الأصبهاني عن أصحابه عنه: هداي بالياء مفتوحة، وكذلك عصاي ومثواي.
وقال ابن مجاهد عنه: سمعت هداي يعني: بالإسكان، وقرأت عليهم بالفتح، وكذلك محياي وبشراي ومثواي وعصاي «2»، ثم قال عن أصحابه عن ورش في سورة الأنعام: محياي موقوفة الياء «3»، فاضطرب قوله فيها.
وقد اختلف عن ورش في [هذا الحرف] «4»، ونذكر الاختلاف عنه فيه في موضعه إن شاء الله، ولا أعلم أن أحدا من الناقلين عنه ذكر الياء من قوله: وإياي [الأعراف: 155] وفي رؤياي [يوسف: 100] ولا فرق بينهما وبين الياء فيما تقدم، وقياس رواية من روى الإسكان في ذلك [توجب] إسكانها فيهما «5».
__________
(1) لم أقف على هذا الكتاب.
(2) أنظر السبعة في القراءات ص 347.
(3) انظر السبعة ص 275.
(4) المشهور عن ورش عن نافع موافقة باقي القراء في فتح الياء من هذه الكلمات المذكورة في هذا الحرف، إلى كلمة (محياي) فقد اختلف عنه فيهما بين إسكان الياء وفتحها، قال ابن الجزري: وسكن أبو جعفر وقالون والأصبهاني عن ورش الياء من (محياي)، وهي مما قبل الياء فيه ألف، فلذلك لم يختلف في سواها. أ. هـ. النشر 2/ 172.
(5) من المعلوم عند أئمة القراءات أن القياس ليس له مدخل في القراءات، لأن القراءة سنة متبعة، وسوف يمر معنا تنبيه المصنف رحمه الله على ذلك عند كلامه على إسكان (

الصفحة 854