كتاب جامع البيان في القراءات السبع (اسم الجزء: 2)

والخاء من يخصّمون [يس: 49] شيئا من الفتح، وهذا «1» أيضا يبطل قول من زعم أن اليزيدي أساء؛ إذ كان أبو عمرو يختلس الحركة في بارئكم ويأمركم فتوهّمه الإسكان الصحيح، فحكاه عنه؛ لأن ما أساء السمع فيه وخفي عنه ولم يضبطه بزعم القائل وقول المتأوّل قد حكاه بعينه وضبطه بنفسه فيما لا يتبعض من الحركات لخفته وهو الفتح، فمحال أن يذهب عنه ذلك ويخفى عليه فيما يتبعّض منهن لقوّته وهو الرفع والخفض، ويبين ذلك «2» [118/ ت] ويوضح صحته أن آله «3» وأبا حمدون وأبا خلاد وأبا عمر وأبا شعيب وابن شجاع «4» رووا عنه عن أبي عمرو: إشمام الراء من أرنا [128] شيئا من الكسرة، فلو كان ما حكاه سيبويه صحيحا لكانت روايته في أرنا ونظائره كروايته في بارئكم وبابه [سواء] ولم يكن يسيء السمع في موضع ولا يسيئه في آخر مثله، هذا مما لا يشكّ فيه ذو لبّ ولا يرتاب فيه ذو فهم.
نا الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال: نا أبو محمد المعدل «5»، قال: أنا «6» أحمد بن شعيب «7»، قال: أنا «8» [أبو] شعيب ح [ونا محمد بن أحمد]، قال: نا ابن قطن، قال:
__________
(1) في (ت) و (م) " هذه"، والصواب ما أثبته وهو المناسب للسياق.
(2) في (ت) ويبين ذلك مطموسة.
(3) روى عن الزيدي القراءة أولاده محمد وعبد الله وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق وابن ابنه أحمد بن محمد. غاية 2/ 375.
(4) محمد بن شجاع، أبو عبد الله البلخي، البغدادي، الفقيه، عالم صالح مشهور، متكلم فيه من جهة اعتقاده، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن اليزيدي عن أبي عمرو، وله عنه نسخة، روى عنه القراءة عرضا أبو جعفر محمد بن علي القرشي توفي سنة أربع وقيل ست وستين ومائتين، غاية النهاية 2/ 152.
(5) عبد الله بن عطية بن حبيب، أبو محمد الدمشقي، المفسر المقرئ، المعدل، قرأ على ابن الأخرم وجعفر بن أبي داود النيسابوري، روى عنه أبو محمد بن أبي نصر وطرفة الحرستاني، كان إمام مسجد باب الجابية، يحفظ فيما يقال خمسين ألف بيت للاستشهاد على معاني القرآن، وكان ثقة، توفي سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. معرفة القراء 1/ 281.
(6) في (م) " أنا".
(7) أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن النسائي الحافظ، صاحب السنن، روى القراءة عن أبي شعيب السوسي، روى الحروف عن أحمد بن محمد بن قطن، توفي سنة ثلاث وثلاثمائة، وله ثمان وثمانون سنة. غاية 1/ 61. تقريب التهذيب ص 80.
(8) في (م) أنا.

الصفحة 861