كتاب جامع البيان في القراءات السبع (اسم الجزء: 2)

نا أبو خلّاد، قالا: نا اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يجزم ما كانت فيه الراء مثل ينصركم [آل عمران: 160] قال اليزيدي: ويلزمه أن يفعل ذلك بكل رفعتين مثل يلعنهم [159] [ويعلّمهم] فدلّ هذا على أن إطلاق القياس في نظائر ذلك مما يتوالى فيه الضمّات ممتنع في مذهبه، وذلك اختياري [172/ م]، وبه قرأت على أئمتي. ولم أجد في كتاب أحد من أصحاب اليزيدي وما يشعركم [الأنعام: 109] منصوصا «1».
وقياس ما نصّوا عليه يدلّ على جملة نظائره، والعمل عندي في هذا الباب على الأداء. لأنه لو جرى على القياس خاصّة لاطّرد الإسكان في سائر [الكلم] «2» واللواتي الراء فيهن مضمومة وقبلها ضمّة أو كسرة وبعدها كاف وميم أو هاء وميم نحو قوله:
يحشرهم [النساء: 172] ويذكرهم [الأنبياء: 60] ويحذركم [آل عمران:
28] وأنذركم [الأنبياء: 45] ويصوّركم [آل عمران: 6] ويسيّركم [يونس:
22] ويبشّرهم [التوبة: 21] وتطهرهم «3» [التوبة: 103] وما كان مثله، وهذا مما لا خلاف في إشباع الحركة فيه بين أهل الأداء من مشيختنا «4» والمصنّفون من أئمتنا [بحروف] القياس في جميعه، على أن أحمد بن واصل «5»، قد روى عن اليزيدي عن أبي عمرو في قوله: يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون [159] مجزومي النون. وقال ابن سعدان: يلعنهم خفيف [يخالفها] الجماعة من أصحابنا، وهما ثقتان ضابطان صدوقان.
وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: كان أبو عمرو يختلس حركة الراء من يشعركم «6» [الأنعام: 109] فدلّ على أنه محمول على نظائره المنصوص
__________
(1) هنا استدرك ابن الجزري على الداني فبين أن هذه الكلمة منصوصة فقال: قلت: قد نص عليه الإمام أبو بكر بن مجاهد فقال كان أبو عمرو يختلس حركة الراء من (يشعركم) فدل على دخوله في أخواته المنصوصة حيث لم يذكر غيره من سائر الباب المقيس، والله أعلم. أ. هـ. النشر 2/ 213.
(2) في (م) الكلام والصواب ما في (ت).
(3) في (ت) و (م) يظهركم وهو خطأ، فأثبت الصواب.
(4) في (م) مشايخنا.
(5) أحمد بن واصل البغدادي، روى القراءة عن الكسائي، وعن اليزيدي، روى عنه ابنه محمد. غاية 1/ 147.
(6) انظر: السبعة ص 265.

الصفحة 862