كتاب جامع البيان في القراءات السبع (اسم الجزء: 2)

فقال: بلغني أن خلفا إذا «1» حكاها عن سليم يجلز بها «2» وما عليّ منها كلفة. ثم قال:
على جيوبهن- يعني بضمّ الجيم وكسر الياء- وقال ابن جبير عن سليم البيوت والعيون والشيوخ والغيوب بكسر الأول والثاني. وقال: جيوبهن [132/ ت] برفع الأول وبكسر الثاني وبرفع الثالث.
ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال خلف وأبو هشام عن سليم عن حمزة أنه كان يشمّ الجيم الضمّ، ثم يشير إلى الكسر، ويرفع الياء من جيوبهنّ [النور: 31]. قال ابن مجاهد: وهذا شيء لا يدرى ما هو «3». قال أبو عمرو: وذلك على ما قال لا حقيقة لما ذكراه، ولا لما ذكره ابن سعدان وابن جبير وعامّة أصحاب أبي بكر، وإنما يصحّ في ذلك من أقوالهم الكسر الخالص أو الضمّ الصحيح، وما عدا ذلك فغير معروف ولا مأخوذ به في الأداء، اللهمّ إلا أن ينحى بالضمة في ذلك نحو الكسرة قليلا، وبالكسرة نحو الضمة يسيرا، كما قرأ يحيى بن وثّاب «4» - وحكى عن العرب في ردت وردها «5» - وقرأ غير واحد من أئمة القراءة في «قيل» وبابه.
وعلى هذا يصحّ ما حكاه أصحاب أبي بكر وحمزة، ولا يخرج عن مذاهب القراءة ومقاييس العربية.
وبلغني عن ابن شنبوذ أنه قال: قال لي أبو جعفر محمد بن إسحاق المراوحي «6» عن عبد الله بن الأشقر «7»، قال: إنما اضطرب هؤلاء في الجيم من جيوبهن عن
__________
(1) في (م) " إذا" مطموسة.
(2) أي يسرع في نطقها، ولعل المراد اختلاس الحركة. قال في القاموس 2/ 175 والتجليز الذهاب في الأرض مسرعا.
(3) انظر: السبعة في القراءات ص 179 إلا أن ابن مجاهد قال هناك في آخر العبارة" وهو شيء لا يضبط" بدلا من" وهذا لا شيء، لا يدرى ما هو".
(4) يحيى بن وثاب الأسدي مولاهم الكوفي، تابعي ثقة كبير من العباد الأعلام، عرض على عبيد بن نضلة وعلقمة والأسود، وغيرهم، عرض عليه سليمان الأعمش وطلحة بن مصرف. توفي سنة ثلاث ومائة. معرفة القراء 1/ 51، غاية 2/ 380.
(5) لم أقف على مصدر يذكر هذه اللغة.
(6) في (م) " الراوحي".
(7) عبد الله بن منصور الأشقر، يعرف بابن الطبال، روى القراءة عن سليم بن عيسى، وعنه محمد ابن إسحاق المراوحي. غاية 1/ 461.

الصفحة 908