كتاب جامع البيان في القراءات السبع (اسم الجزء: 3)

فأما الهاء المضمومة من هذا الباب، فروى الحلواني عن هشام أنه يجزم الهاء من قوله خيرا يره [الزلزلة: 7] وشرّا يره [الزلزلة: 8]، ويرفع الهاء في يرضه لكم [الزمر: 7]، ولا يشبع الرفع فيها، وبهذا قرأت على أبي الحسن في روايته، وقرأت على أبي الفتح الثلاثة الأحرف بسكون الهاء «1»، وقرأت عليهما أن لم يرهو أحد [البلد: 7] بضم الهاء وصلتها بواو «2».
ونا طاهر بن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، ح ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا إسحاق بن أبي حسان [159/ ت]، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر خيرا يره وشرّا يره جزم «3».
وأما «4» عاصم فاختلف عنه في هذا الباب، فروى عنه المفضل وحمّاد وأبو بكر من غير رواية البرجمي عنه أنه أسكن في المكسورة «5» كله من هذا الباب كأبي عمرو وحمزة، واستثنى المفضل من ذلك قوله: أرجه في الموضعين، فوصل الهاء فيه بياء، واستثنوا ثلاثتهم قوله في طه [75] ومن يأتهي مؤمنا فوصلوا الهاء فيه بياء ما خلا أبا بكر. قال الكسائي ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم وحسين الجعفي فيما أنا به محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن حسين رووا عنه أنه أسكنها «6»، وكذلك رووا عنه يرضه لكم [الزمر: 7] ويره [الزمر: 7] في الثلاثة بضم الهاء ولم يصلها في يرضهو المفضل وحماد وضمّاها ووصلاها في «7» يرهو في الثلاثة.
__________
(1) ذكر الداني في التيسير ص 189، وجهين لهشام في (يرضه) الإسكان واختلاس ضمة الهاء.
وكذلك فعل ابن الجزري في النشر 1/ 308.
(2) لم يذكر المؤلف هذا الحرف في التيسير، فدل على أن القراء متفقون على وصل الهاء بالواو فيه، وأما ابن الجزري فقد ذكر أن الداجوني والحلواني رويا عن هشام إسكان الهاء، وروى غيرهما عنه صلة الهاء بواو، انظر النشر 1/ 310، 311.
(3) انظر: التيسير ص 224، النشر 1/ 311.
(4) في (ت) و (م) فأما، والصواب ما أثبته، لأن عاصما ليس أول من يترجم لقراءته.
(5) في (م) المكسور.
(6) انظر: السبعة ص 210.
(7) زيادة يقتضيها السياق.

الصفحة 981