كتاب أمالي اليزيدي

قال يا بني كان من الأمر ذيت وذيت فقال والله ما أدري أيكما كان ألأم وتالله لا يجمع رأسي ورأسها وساد أبداً وخرج إلى ناحية الشام وأنشأ يقول:
أمن أجل دار بالرقاشين أصبحت ... بها بارحات الصيف بدءاً ورجعا
حننت إلى ريا ونفسك باعدت ... مزارك من ريا وشعباً كما معا
فما حسن إتيانك الأمر طائعاً ... وتجزع إن داعي الصبابة أسمعا
ألا يا خليلي اللذين تواصيا ... بلومي إلا أن أطيع وأضرعا
قفا إنه لا بد من رجع نظرة ... مصعدة شتى بها القوم أومعا
لمغتصب قد عزه القومُ أمره ... يسرُّ ياء عبرة أن تطلعا
تلفت نحو الحي حتى وجدتني ... وجعتُ من الإصغاء ليتا وأخدعا
قفا ودعا نجداً ومن حل بالحمى ... وقل لنجد عندنا أن يودعا
ألا ليس أيام الحمى برواجع ... عليك ولكن خلِ عينيك تدمعا
بكت عيني اليسرى فلما زجرتها ... عن الجل بعد الحلم أسبلتا معا
قال كان أعور قال ومثله:
بكيت بعين لم تخنها ضمانة ... وأخرى بها ريب من الحدثانِ
عذرتك يا عيني الصحيحة بالبكا ... فما أنت يا عوراء والهملانِ
واذكر أيام الحمى ثم أنثني ... على كبدي من خشية أن تصدعا
فما وجد علوي الهوى حنَّ واجتوى ... بلوذ الشرى والغور ماءً ومرتعا
تذكر لما عضه القيد واجتوى ... مراتعه من بين قف وأجرعا

الصفحة 149