كتاب أمالي اليزيدي

يرنو بطرف كليل اللحظ خاشعه ... كأنه مذنب قد فاته عذر
إذا ذوو المال عنُّواً في مناقله ... ألفيتا وانياً في باعه قصر
أنشدني عمى الفل قال أنشدنا إسحاق الموصلي لبعض المتقدمين:
أبلغ أبا مسمع عني مغلغلة ... وفي العتاب حياة بين أقوام
قدمتَ قبلي قوماً لم يكن لهم ... في الحق أن يدخلوا الأبواب قُدَّامى
لو عُدَّ بيتٌ وبيت كنت أكرمهم ... بيتاً وأبعدهم عن منزل الذام
قال عمى قال لي إسحاق الذام والذيم والعاب العيب واحد وهو ما يذم به الرجل ويعاب وزادني غير عمى:
فقد جعلت إذا ما حاجة عرضت ... بباب دارك أدلوها بأقوام
حدثني عمى عبيد الله عن ابن حبيب قال قال ابن الكلبي قال: دخل خَلَف بن خليفة الحنفي على سليمان بن عبد الملك بعدما استخلف وعلى رأسه جارية لم ير مثلها في زمانها يقال لها البدر، وكان خلف شديد الحياء فسلم ثم جلس مطأطئ الرأس فقال له سليمان يا خلف ارفع رأسك فانظر إليها فقال بارك الله لأمير المؤمنين ما رأيت أجمل منها ولا أكمل فقال سليمان أما على ذاك لو سألتناها لحرمناكها ولكن خذ بيدها فهي لك فأخذها وهو يقول:
لقد حباني وأعطاني وفضلني ... عن غير مسألة منى سليمان
أعطاني البدر تمشي في مجاسدها ... والبدر لم يعطه إنسٌ ولا جان

الصفحة 151