كتاب أمالي اليزيدي

أبى الصبر أن العين بعدك لم يزل ... يخالط جفنيها قذى ما تزايله
تبرض بعد الجهد من عبراتها ... بقية دمع شجوها لك باذله
وكنت أعير الدمع قبلك من بكى ... فأنت على من مات بعدك شاغله
تذكرني هيف الجنوب ومنتهى ... نسيم الصبا رمساً عليه جنادله
من الورق بالأصياف نواحة الضحى ... إذا الغرقد التفت عليه غياطله
غياطله ما اجتمع عليه والتف، والغرقد شجر.
وسورة أيدي القوم إذا حلت الحبا ... حبا الشيب واستعوى أخا الحلم جاهله
فعيني إذا أبكا كما الدهر فأبكيا ... لمن نصره قد بان منا ونائله
وإن ما نحت عيناً حزين فما نحا ... عليه لبذل أو لخصم يجاوله
أخي لا بخيل في الحياة بماله ... علي ولا مستبطأ النصر خاذله
أقام حميداً بين تثليث داره ... وبيشة لا يبعد أخي وشمائله
شمائله خلائقه.
وتهجيره بالقوم بعد كلالهم ... إذا أجلوذ الخمس البعيد مناهله
على مثل جوني العطاش من القطا ... تجاهد لما أفزعته أجادله
أجادله صقوره.
وشعث يظنون الظنون سما بهم ... لنائي الصوى يثني الضعيف تهاوله
بخرق من الموماة قود رعانه ... يكاد إذا أضحى تجول مواثله
تجول تحرك.

الصفحة 33