كتاب أمالي اليزيدي

تشبه حسراه القراقير يرتمى ... بها ذو جدات يضرب البيد ساحله
إذا النشر فوق الآل ظل كأنه ... قرا فرس يغشى الأجلة كاهله
وسدم سقي منه الخوامس بعدما ... ضرحن الحصى حتى توقد جائله
إذا استعبرت عوذ النساء وشمرت ... مآزر يوم لا توارى خلاخله
وثقن به عند الحفيظة فارعوى ... إلى صوته جاراته وحلائله
إلى ذائد في الحرب لم يك خاملاً ... إذا عاذ بالسيف المجرد حامله
كما ذاد عن عريسة الغيل مخدر ... يخاف الردى ركبانه وأراجله
وما كنت ألفي لامرئ عند موطن ... أخاً بأخي لو كان حياً أبادله
وكنت به أغشى القتال فعزني ... عليه من المقدار من لا أقاتله
لعمرك إن الموت منا لمولع ... بمن كان يرجى نصره ونوافله
فلا البعد إلا إيناً بعد صحبة ... كأن لم يبايت وائلاً ويقايله
من القيلولة.
وأصبح بيت الهجر قد حال دونه ... وغال امرءاً ما كان تخشى غوائله
سقى الضفرات الغيث ما كان ثاوياً ... بهن وجادت أهل شول مخايله
الضفر والعقد من الرمل المتراكم المتلبد.
وما بي حب الأرض إلا جوارها ... صداه وقول ظن أني قائله
وأنشدنا ابن حبيب لدريد بن الصمة الجشمي من جشم بن معاوية ابن بكر بن هوازن يرثي عبد الله أخاه وقتلته بنو عبس.

الصفحة 34