كتاب أمالي اليزيدي

لذكرى حبيب بعد هدء ذكرته ... وقد حان من تالى النجوم طلوع
إذا رقأت عيناي ذكرني به ... حمام تنادى في الغصون وقوع
دعون هديلا فاحترقت لمالك ... وفي الصدر من وجد عليه صدوع
كأن لم أُجالسه ولم أُمس ليلة ... أراه ولم نصبح ونحن جميع
فتى لم يعش يوماً بذم ولم يزل ... حوالَيْه ممن يجتديه ربوع
ربع وربوع.
له تبع قديم يعلم الناس أنه ... على من يداني صيف وربيع
وقرأ عليه عمى الفضل وأنا أسمع:
نعى ناعياً ليلى عشياً فراعني ... وللقلب روعات لها القلب خافق
فبت أريد النوم لا أستطيعه ... وقد تمنع النومَ الهموم الطوارق
أأن غردت في بطن وادٍ حمامة ... تجاوب أخرى ماءُ عينيك غاسق
كأنك لم تسمع دعاء حمامة ... بليل ولم يحزنك جار مفارق
بلى فأفق من وجد ليلى فإنما ... أخو العزم من كفَّ الهوى وهو تائق
وإلا فمت وجداً فقد شطت النوى ... بليلى وللأقدار راع وسائق
قذفن بها لا عن هوى من أقارب ... ولا عن رضا منا كذاك البوائق
أحب وما بي أن أكون رأيتها ... فتؤنقني منها قرى وحدائق
ضواحٍ براذان وباحتها التي ... بها دفنوا ليلى وإني لصادق

الصفحة 50