كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

الحديث عن هذه المساجد.
وقمت بزيارات ميدانية لمواقع المساجد لتطبيق بعض المعلومات الواردة في الكتب على الواقع الموجود مزيداً في التأكيد، وذرعت بناء بعض هذه المساجد من الخارج طولاً وعرضا.
وهذا جهد متواضع بين يدي القارئ قمت به لأتشرف بخدمة هذا الموضوع المبارك، وهو عصارة جهدي خلال العشر سنوات الماضية، فما كان فيه من صواب فهو من محض فضل الله علي وما كان فيه من خطأ فهو مني وأرجو ممن اطلع عليه من أهل العلم أن يوافيني بذلك مشكوراً.
وإنه لمن الاعتراف بالجميل أن أتوجه بالشكر إلى كل من ساعدني في هذا العمل المبارك بالدعاء والتشجيع والتوجيه، فجزاهم الله تعالى خيراً.

أهمية المساجد الأثرية في التاريخ:
إن للمساجد الأثرية بالمدينة النبوية مكانة مرموقة في توضيح وتحديد الوقائع التاريخية التي حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما أنها تساعد في فهم كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وقد احتفظت لنا هذه المساجد ببعض المواضع المشرفة التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم ودعا فيها أو وقف بها مجاهداً وداعياً. ويناسب هذا المقام أن نذكر فيما يلي كلمات كتبها الشيخ عطية محمد سالم عن هذا الموضوع، فقال فضيلته:
إن معالم المدن وآثارها هي شواهد حضارتها وسجل تاريخها على مدى الأزمان ومعالم وآثار طيبة الطيبة قد امتدت في أعماق التاريخ وتمكنت من سجل الحضارة الإسلامية حتى غدت نبراساً مضيئاً تنطلق أنواره في سماء العالم كله، فهي بهذا مهوى الأفئدة ومحط الأنظار، وكل شبر منها فيه علم مشهود وأثر معهود، في مشاهدها العبر وفي آثارها

الصفحة 10